انطلاقا من إيمانها الراسخ بحل النزاعات عبر الطرق الدبلوماسية وحرصها كقوة دبلوماسية رائدة في فض النزاعات وتسوية الخلافات الدولية، لا تتوقف جهود دولة قطر المكثفة من أجل إنهاء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وباقي المدن الفلسطينية، منذ أكتوبر الماضي، وذلك من خلال الوساطة المشتركة التي تقودها مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة، وهي جهود مستمرة لا تثنيها عقبات ولا عراقيل، حتى تصل إلى هدفها بدفع الطرفين الى التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وابرام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، كخطوة أولى في الطريق الى استئناف المسار السياسي لإيجاد حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية في اطار حل الدولتين ورد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، تعمل الوساطة القطرية المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بلا كلل على سد الفجوات القائمة وطرح مقترحات لتقريب المواقف المتباعدة لدفع الاتفاق على وقف إطلاق النار، وتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة من خلال صفقة تبادل مع الأسرى الفلسطينيين، فضلا عن حراكها المستمر واتصالاتها النشطة مع العديد من الاطراف والدول ذات الصلة لتهدئة التوتر وتجنيب المنطقة الانزلاق في دائرة عنف أوسع بين سلطة الاحتلال الإسرائيلي ودول الجوار، ما قد يترتب على ذلك من مخاطر وعواقب وخيمة على المنطقة والعالم، وهي صراعات تدفع ثمنها شعوب المنطقة التي أنهكتها الحروب المستمرة.
إن تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية والمعاناة الهائلة للمدنيين في قطاع غزة، وكذلك معاناة الرهائن وذويهم، تستوجب مشاركة المجتمع الدولي وتضافر كل الجهود الإقليمية والدولية لدفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للقبول بالمقترحات المطروحة والتي تحظى بتأييد دولي لإنهاء الصراع من خلال حل دائم وشامل ومستدام وعادل للقضية الفلسطينية.