قرقاش: هدف الإمارات خفض التصعيد في المنطقة

أكد المستشار الدبلوماسي للرئيس الاماراتي أنور قرقاش أن الهدف الرئيسي للإمارات في الوقت الحالي هو خفض التصعيد في المنطقة.

وفي حديث لشبكة "سي ان ان"، قال قرقاش إن التصعيد في غزة والضفة الغربية ولبنان، وما يجري خلال اليومين الماضيين، كانت مقلقاً جداً، لافتا إلى ان مخاوف أبوظبي مع بقية العالم من حرب موسعة هي الأولوية.

وأشار قرقاش إلى أن تاريخ الصراع في المنطقة قد اظهر أنه لا يمكن تسوية الخلافات الكبيرة والخلافات التاريخية من خلال الصراع، مضيفا أن الإمارات تعتبر أن المواقف المتطرفة من جميع الأطراف تقود المنطقة بالفعل إلى مزيد من التعقيد.

وأكد أنه بالتوازي مع التهدئة، برزت بلاده كلاعب رئيسي على صعيد تلبية الاحتياجات الإنسانية.

وقال: "لسوء الحظ، فإن كل أزمة تأتي بتكلفة إنسانية ضخمة. وما نراه في غزة حقًا مؤلم للغاية. ونحن نعتقد أن وجهات النظر المتطرفة تعيق التوصل إلى توافق في الآراء بشأن اليوم التالي وهذا مثير للقلق. فبدون التوصل إلى أفق واضحة لليوم التالي للصراع، قد تبدو أي محاولة فعلًا لوقف إطلاق النار غير مجدية".

وعن سؤاله حول ما إذا كانت فكرة إقامة دولة فلسطينية لاتزال قابلة للتطبيق، رأى قرقاش أنه من الواضح أن سياسة الاحتواء قد فشلت. وقال: "لقد أدت محاولة الالتفاف على القضية الفلسطينية بشكل أساسي إلى استمرار هذه الأزمة. علينا حقاً معالجة هذه القضايا بقدر ما علينا معالجة حق إسرائيل في الوجود والأمن. علينا أيضًا أن نعالج حق الفلسطينيين المشروع في دولة".

وأضاف: "للأسف، ما نراه حالياً يشبه قاطرة يقودها الأكثر تطرفًا من كلا الطرفين، سواء كانت مجموعات غير حكومية على الجانب العربي أو مثل حزب الله وحماس، أو الجناح اليميني الذي نراه اليوم في إسرائيل الذي يملي السياسة ويؤثر فيها. ونحن بحاجة فعلاً إلى العودة إلى الوسط في كلا الجانبين، الجانب العربي والجانب الإسرائيلي. إن أمن المنطقة وحياة الأجيال القادمة وتوقعاتهم للمنطقة يعتمد حقًا على سياسة تتجاوز الاحتواء".

وعن الاتفاقيات االابراهيمية، قال قرقاش إن هذا الاتفاق هو قرار استراتيجي من قبل الإمارات اتاح للبلاد التحدث مع جميع الأطراف السياسية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذا القرار شهد صعوداً وهبوطاً فيما يتعلق بالبيئة المحيطة، ولكن الجوهر هو مكون رئيسي لهيكل مختلف للمنطقة، هيكل قائم على تواصل أكبر واستقرار بل وازدهار على المدى الطويل أيضًا.

وفي السياق، أعلن أن ركيزتي سياسة الامارات هما الاستقرار والازدهار، "فعلى المستوى الوطني، نحن معنيون باستقرار الدولة وازدهارها. ولكن بعيداً عن المستوى الوطني، أعتقد أن لدينا أيضاً مسؤولية تجاه الاستقرار والازدهار الإقليميين. نحن من أشد المؤمنين بأننا من جهة نريد العمل على ازدهار الدولة، ولكننا نريد أيضًا تأثيرًا غير مباشر، تأثيرًا له تأثير الدومينو. لا يمكنك أن تزدهر بمفردك. عليك أن تزدهر بشكل جماعي. إن الإمارات رائدة، ولكنني أعتقد أيضًا أن لدينا ذهنية ترى أن التعاون لا التنافس هو المستقبل".

وعن زيارة الرئيس الشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة، أكد قرقاش أنها تركزت بشكل خاص على الشق الاقتصادي والتكنولوجي وعن سعي البلاد الى "تكنولوجيا المستقبل"، والشراكة والاستثمار، مؤكدا أن بعض الاجتماعات تناولت بعض القضايا الإقليمية.

وأضاف أن اعلان واشنطن الامارات شريكاً دفاعياً، يدل على الثقة التي توليها الولايات المتحدة لابوظبي، ويظهر بالفعل الشراكة المتينة بين البلدين.

يقرأون الآن