اكتب بكل قلب دام ليس حزنا على من قضى في ساحات الوغى، بل حزنا على المدنيين الأبرياء وبينهم الأطفال، والنساء والشيوخ.
من حمل بندقية او قاد حامل بندقية او قبل ودعم حامل البندقية، كان يدرك انه قد يقتل وارتضى ذلك. هو ارتضى بقناعاته وإيمانه ومبادئه ان يقدم نفسه قربانا لهذا الايمان وهذه القناعات. رفاقه يقولون انه ارتقى إلى مصاف الشهادة وهو في آلجنة. اما المدني البريء فقد ذهب ضحية حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
كثيرون من اللبنانيين، يعتبرون ان الذين قتلوا ماتوا من اجل مصالح سياسية، وان العناوين الجهادية التي رفعت كانت اكبر بكثير من قدرتهم.
كثيرون من اللبنانيين يعتبرون ان الذين قتلوا ماتوا من اجل مصالح سياسية وان العناوين الجهادية التي رفعت كانت اكبر بكثير من قدرتهم
ولطالما حذرنا بإخلاص، إلى حقيقة ما تخفيه المصالح، لكن الالتزام الطاغي كان يعتبر كلامنا عدائيا. من يشعر بالوطن، لا يميز بين أخ له في قريته، او في الشمال او في الجنوب او في البقاع وبيروت. اللبناني الوطني يشعر اننا وحدة واحدة، وكل جرح في اية زاوية جرح لكل الوطن.
لن اقف امام الاحداث الجسام التي حصلت وتحصل، لكنني ارغب ان اقول لاهلنا في الجنوب والضاحية، انها حرب الحسم. على المدنيين ان يغادروا فورا إلى مناطق آمنة، فإسرائيل تستهدف كل زاوية فيها مقاتلين وأسلحة. وقد ثبت بما لا يقبل الشك، انها تعرف كل خبايا ما سمي مقاومة. من الواضح جدا انها موجودة بين جدران هذه المقاومة، وفي غرف نوم بعض عناصرها، حصان طروادة مقيم بين أضلعها منذ سنوات وهي ترى وتتابع كل حركة.
ساعات ويبدآ الغزو البري، أخشى ان الجنوب سيكون غزة جديدة. من الواضح ان لا نهاية وحل دبلوماسي لهذه الحرب، قبل تحويل الجنوب إلى ارض مدمرة كغزة، بغية طرد سكانها وتنظيف ساحاتها تمهيدا لاعادة بنائها، وفقا لمعطيات سياسية وأمنية جديدة.
هناك سيكون لاتباع الولي الفقيه ان يقيموا، ولكن من دون سلاح الصواريخ والأسلحة التي قد تهدد امن إسرائيل.
هناك سيلحق اهلنا في حزام لدويلة علوية تقام في سوريا في اطار فدرلة سورية. ومن الواضح ان الفدرلة قد تلحق بلبنان، تمهيدا لكانتون شيعي في البقاع الشرقي الشمالي، يجاور الدويلة العلوية.
حذار. اكتب رأيي باخلاص وصدق، مع املي ان يعي اللبنانيون، ان لبنان لن يخرج من ساحات الحروب والنزاع، إلا إذا اختار الالتزام باتفاق الطائف وإعلان بعبدا، وقام ببناء وطن وليس اوطانا في اطار وطن.
جنوبية