لبنان

‏ مشروع "إسرائيل الكبرى".. ماذا يجري بالمنطقة؟

‏ مشروع

حذر الباحث والمحلل السياسي باسم عساف من خطورة ‏مساعي إسرائيل للسيطرة على الشرق الأوسط خلال حروب ‏الإبادة التي تقوم بها حالياً في لبنان وغزة.‏

وقال عساف، لـ"بغداد اليوم"، إن "قيادة الكيان الصهيوني تعلم ‏جيداً أنها غير متفوقة بالميدان والمواجهة المباشرة، كما هو ‏تفوقها بالجو واستخدام الطائرات والمسيْرات وخاصٌة ما ‏يتعلق بالشؤون الإلكترونية والسيبرانية ومؤخراً بالذكاء ‏الاصطناعي، والحرب على الأرض بين جيش بمدرعاته ‏ودباباته ومدافعه وأسلوبه العسكري، هو نقيض حرب ‏العصابات ومجموعات المقاومة، التي تواجه بالضرب ‏والهرب، والدفاع عن الأرض التي عاش وترعرع في ‏حاراتها ووديانها وهضابها وجبالها، ويشعر بأنه يدافع عن ‏حقّه في أرضه وبلداته، فيستميت بالدفاع عنها، عكس الجيش ‏الذي يحتل، وهو في خوفٍ من أين يداهمه المقاوم، من أيِّ ‏خندق أو مخبأ أو أي دار".‏

وبين أن "المقاومة اليوم وما تملكه من عتاد وصواريخ ‏وأسلحة حديثة، يزيد بأضعافِ ما كانت تملكه المقاومة عند ‏الإجتياح الصهيوني السابق سنة 2006، حينما أوقعوا جيش ‏الكيان في المجزرة المعروفة لدبابات الميركافا بسهل الخيام ‏في وادي الحجير، والاختبارات المتعددة أثبتت أن الجندي ‏الصهيوني عاجز عن المواجهات الميدانية أمام أصحاب ‏الأرض".‏

وأضاف انه "أما عن خطورتها وامتدادها إلى عموم المنطقة، ‏فإن (نتنياهو) والحكومة المصغَّرة (الكابينت) الذين يمثلون ‏اليمين المتطرف، قد أعموا البصر والبصيرة، بعدما شعروا ‏بالنشوة من خلال اغتيال الأمين العام نصر الله وبعض قادة ‏الجناح العسكري للحزب، وأن هذه المعنويات بالتفوق الجوي ‏يعطيهم الفرصة بالتفوق البري، ولكن الإحتقان الشعبي ‏ومقاومة المحتل ستتصاعد وستشكل قوةً ضاغطةً على جيش ‏الكيان في الميدان".

ولفت الى أنه "على الحكام والجيوش العربية في المنطقة ‏الحذر، وقد تفلت زمام الأمور، وتعدم كل قواعد اللعبة وخيوط ‏الإشتباك، التي تعتمد عليها أركان الكيان الصهيوني فتكون ‏الطامة الكبرى، في تطبيق خارطة الطريق التي تتورط فيها ‏الدول المساندة لإسرائيل، وعندها تكون التداعيات أكبر مما ‏تخطط لها الصهيونية العالمية، لتفتح عليها أبواباً لم تكن ‏بالحسبان، أو تتوسع بما لا تحمد عقباها، ومن الصعب أن ‏تتداركها قوات الحلفاء، لترتد سلباً على الكيان الغاصب، ‏وتتمسك المعارضة بإسقاط الحكومة اليمينية وتدور ‏الإشتباكات والخلافات داخل الكيان، لتشهد الساحات ‏الصهيونية شر الهزائم بفعل العنجهية والتصلّب بمواقف ‏نتنياهو وفريقه المجنون".‏

وختم الباحث والمحلل السياسي قوله إن "العالم الحر اليوم قد ‏فضح كذب وإحتيال المؤآمرة الصهيونية ومرادها بالسيطرة ‏على الشرق الأوسط وتوسيع الإحتلال لإسرائيل لتشمل ‏أراضيها من الفرات إلى النيل ، وأنها تعمل لهذا التوسع ‏بالحرب والإحتلال مع بعض الدول، وأيضاً بالاتفاقات ‏والتطبيع مع دول أخرى في المنطقة، وهذا ما نشهده على ‏الساحة العربية حالياً، وقد بدأ من فلسطين وإبادة وتشريد ‏أهلها، وأيضاً مع لبنان باستخدام الأرض المحروقة وتهجير ‏سكانه، ليطال ذلك دولاً أخرى من الفرات إلى النيل، وهذا ‏الأمر وهذه الحرب، قد فتحت أبوابها على مصراعيها، ولن ‏تغلق مطلقاً حتى على الأقل بالمدى القريب".‏

يقرأون الآن