من أكبر سجن مفتوح في العالم إلى "المقبرة الأكبر"، هكذا بات قطاع غزة، جراء الحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
فعلى مدى عقود، عُرف قطاع غزة بأنه أكبر سجن مفتوح في العالم على خلفية الحصار غير المسبوق على ما يقرب من مليوني نسمة من سكان هذه البقعة الفلسطينية، إلا أنه بات خلال الحرب التي باتت على مشارف انتهاء عامها الأول، أكبر مقبرة في العالم.
مقبرة ضمت بين جنباتها أطفالا رضع وشيوخا ركع، وشبابا خشع، لم تهملهم الحرب فرصة للفرار، أو الدفاع عن أنفسهم، بل كانوا ضحية تصعيد بدأت شرارته في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مع هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل.
فبحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس، فإن الحرب في غزة خلفت أضرارًا بشرية هائلة، قدرتها كالتالي:
مقتل أكثر من 41825 فلسطينيا، بينهم
أكثر من 16 ألف طفل
11 ألف امرأة
885 من الكادر الطبي
173 صحفيا
3 من الدفاع المدني.
710 رضع
37 لقوا حتفهم جراء المجاعة.
1760 جثامين مجهولة الهوية.
أما الإصابات فكانت كالتالي:
إصابة 96910 بينهم 60% من النساء والأطفال وكبار السن.
ربع المصابين في غزة، أي نحو 22,500 مصاب سيحتاجون إلى إعادة تأهيل ورعاية متخصصة مدى الحياة.
شكل الإصابات:
إصابات خطيرة في الأطراف، وبتر
تلف في النخاع الشوكي
إصابات دماغية
حروق شديدة
وتشير المعطيات الفلسطينية إلى أن:
19 ألف طفل باتوا يعيشون دون والديهم أو أحدهما.
أكثر من 6000 أسرة فقدت أمهاتها.
الضفة الغربية
ولم تكن الضفة الغربية، بعيدة عن الضربات الإسرائيلية، فمنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023:
قتلت القوات الإسرائيلية 716 فلسطينيًا، بينهم 160 طفلاً و10 نساء و9 مسنين
أصابت نحو 5750 آخرين.
من البشر إلى الحجر
تلك المقبرة لم تضم بين جنباتها البشر فحسب، وإنما -أيضا- محت أحياء عن بكرة أبيها، بما فيها من مبان ومدارس، ومستشفيات ومؤسسات عامة وخاصة، دون استثناء مواقع كانت مصنفة على أنها "تاريخية".
فبحسب خارطة صدرت عن معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث ومركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة في نهاية تموز/ يوليو الماضي، فإن حجم الدمار بغزة حتى مطلع أيلول/ سبتمبر 2024، طال 156 ألفا و409 مبان في غزة البالغة مساحتها 361 كيلومترا مربعا، يضم المبنى منها أكثر من شقة سكنية، توزعت كالتالي:
45 ألفا و649 في محافظة غزة.
40 ألفا و704 في محافظة خانيونس.
34 ألفا و324 في محافظة شمال غزة.
19 ألفا و694 في محافظة رفح.
16 ألفا و38 في محافظة دير البلح.
أما بتقسيم الأرقام على البلديات فإنها كانت كالتالي:
مدينة غزة.. 36276
مدينة خانيونس.. 18890
مدينة رفح.. 13237
جباليا.. 13091
بيت لاهيا.. 9478
بني سهيلة.. 5747
بيت حانون.. 5746
البريج.. 4396
القرارة.. 4377
مخيم جباليا.. 4134
النصيرات.. 3946
مخيم خان يونس.. 3836
مخيم رفح.. 3817
عبسان الكبيرة.. 3421
مخيم الشاطئ.. 3165
المغراقة.. 2766
دير البلح.. 2575
خزاعة.. 2310
المغازي.. 2165
جحر الديك.. 2000
شوكة الصوفي.. 1982
أم النصر.. 1616
عبسان الجديدة.. 1753
وادي السلقة.. 1687
الزهراء.. 1442
الزوايدة.. 850
النصر..507
المصدر.. 419
الفخاري.. 370
حجم الدمار الذي طال المباني:
يقول معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث ومركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة، إنه استنادًا للأقمار الاصطناعية، ومقارنة بالصور التي جرى جمعها بدءًا من أيار/ مايو 2023، وحتى أيار/مايو 2024، فإن حجم الدمار كان كالتالي:
46223 مبنى مدمرًا بنسبة 30%
18478 مبنى متضررًا بشدة بنسبة 12%
55954 مبنى متضررًا بشكل متوسط بنسبة 36%
35754 مبنى متضررًا بشكل طفيف بإجمالي 156409 الهياكل بنسبة 20%
وبحسب الأمم المتحدة، فإن حجم الدمار، يعادل "حوالي 63% من إجمالي الهياكل في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن هناك 215,137 وحدة سكنية متضررة.
ويشير تقييم شامل أجراه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، باستخدام تحليل صور الأقمار الصناعية المقدمة من مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة، إلى أن "الصراع الأخير في قطاع غزة أنتج كمية هائلة من الحطام، وتسبب في تدمير 68% من شبكة الطرق.
وبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن الحرب التي ولدت حطامًا قدر بـ114 كيلو غرامًا لكل متر مربع، يحتاج لإزالته:
أكثر من 100 شاحنة
14 عامًا
كلفة تتجاوز أكثر من 500 مليون دولار
كمية الحطام:
أكبر بـ14 مرة من المجموع الإجمالي لجميع الصراعات على مدى السنوات الـ16 الماضية.
زيادة قدرها 83% في كمية الحطام التي بلغت في تموز/ يوليو 2024 حوالي 41,946,018 طن متري.
مواقع تاريخية:
الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة لم يقتصر على المنشآت المدنية، بل إن المواقع التاريخية وقعت أسيرة الغارات الإسرائيلية، فغدت جريحة، بعد أن أصابها من أصاب القطاع بأكمله، فبحسب منظمة اليونسكو، فإنه حتى تاريخ 17 أيلول/ سبتمبر 2024، تحققت من الأضرار التي لحقت بـ69 موقعًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكانت كالتالي:
10 مواقع دينية
43 مبنى ذا أهمية تاريخية أو فنية
مستودعان للممتلكات الثقافية المنقولة
6 آثار
متحف واحد
7 مواقع أثرية.
تكلفة الأضرار:
بحسب تقرير صدر عن البنك الدولي والأمم المتحدة،
18.5 مليار دولار تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية
تعادل 97% من إجمالي الناتج المحلي للضفة الغربية وقطاع غزة معاً عام 2022.
72% من تكلفة الأضرار لحقت بالمباني السكنية
19% من تكلفة الأضرار لحقت بالبنية التحتية للخدمات العامة مثل المياه والصحة والتعليم.
9% من الأضرار لحقت بالمباني التجارية والصناعية.
ماذا قالوا عن الدمار الهائل؟
مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند قال في تغريدة على حسابه في "إكس" في 2 سبتمبر/أيلول الماضي: "اليوم، عدت إلى غزة وشهدت بنفسي التأثير الكارثي للأعمال العدائية. إن حجم الدمار هائل، والاحتياجات الإنسانية هائلة ومتزايدة، ولا يزال المدنيون يتحملون وطأة هذا الصراع".
فيما قال دبلوماسي أممي زار غزة في الآونة الأخيرة، إن مدنا وبلدات دمرت مبانيها بشكل كبير جدا، فيما دمرت بلدات بالكامل ومحيت أحياء عن وجه الأرض.