ولأكثر من قرن من الزمن، ظل العلماء في حيرة من أمرهم بشأن ما إذا كانت إشارات اللمس الصادرة من كل نوع من المستقبلات الجلدية تتم معالجتها بشكل مستقل بواسطة الدماغ، أو ما إذا كانت هذه الإشارات المختلفة تتفاعل بشكل ما قبل الوصول إلى الإدراك الواعي لها وتحليل ماهيتها. بالنسبة للدراسة، التي نشرت في مجلة Proceedings of the Royal Society B، اتخذ باحثو جامعة كاليفورنيا مقاربة جديدة لهذا السؤال من خلال تحفيز نوع واحد من مستقبلات اللمس كيميائيا، ونوع آخر منها بشكل ميكانيكي
مما سمح لهم بتجاوز مشكلة محفزات اللمس الميكانيكية المختلفة التي يحتمل أن تتفاعل داخل الجلد عند وجود تأثيرات غير معروفة على المستقبلات الجلدية. حيث استخدم فريق جامعة كاليفورنيا مركب hydroxy-α-sanshool، وهو مركب طبيعي نشط بيولوجيا مستخرج من فلفل سيشوان الصيني المسؤول عن جودة الطعم الحراق المميز في الأطعمة الصينية الحارة، لتحفيز مستقبلات اللمس المسؤولة عن الإحساس بذبذبات تسمى ذبذبات فلوتري. فخلال الدراسة التي اشتملت على 42 مشارك، تم وضع مركب hydroxy-α-sanshool على منطقة صغيرة من الجلد على الشفة، وبمجرد أن بدأ المشاركون في تجربة الإحساس بالوخز، طلب منهم ملاحظة قوة الإحساس بالوخز والطعم اللاذع لها. كما وطبق الباحثون بعد ذلك منبها ثابتا للضغط على مواقع مختلفة في الشفتين العلوية والسفلية للمقارنة بين الشعورين، حيث أبلغ المشاركون عن إدراكهم الذاتي لشدة الإحساس بالوخز من خلال تصنيفه مقارنة بالإحساس الأولي قبل تطبيق الضغط. فعبر العديد من الاختبارات، تم تقليل الإحساس بالوخز الناجم عن مركب hydroxy-α-sanshool بشكل كبير عن طريق الضغط الثابت، حيث انخفضت شدة الإحساس بالوخز الناجم عن مركب hydroxy-α-sanshool مع زيادة الضغط المطرد، وانخفضت أيضا مع نقل موقع الضغط الثابت بالقرب من المكان الذين طبق فيه مركب hydroxy-α-sanshool. وقد قال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور باتريك هاغارد: " لقد سبق للعلماء أن وصفوا كيف أن اللمس يمكنه أن يمنع الألم، لكن عملنا يقدم دليلا جديدا على أن نوعا معينا من اللمس يمكن أن يمنع نوعا آخر من اللمس ". وأضاف: " تشير نتائجنا إلى أن نظام اللمس المستجيب للضغط الثابت يجب أن يثبط نظام اللمس المستجيب لاهتزاز فلوتري عند مستوى ما في الجهاز العصبي. وقد يفسر التثبيط الناجم بين هذه الإشارات كيف ينتج الدماغ إدراكا واحدا للمس، على الرغم من النطاق الواسع للإشارات التي تنقلها أنواع مختلفة من المستقبلات الحسية في الجلد طوال الوقت ودون توقف ".
المصدر: مجلة Medical Xpress