أطلق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الحملة الانتخابية في ذكرى «14 اذار» من المقر العام للحزب في معراب، في حضور نواب وأعضاء تكتل «الجمهورية القوية»، ومرشحي الحزب والمدعومين منه، وحشد قواتي.
وبعد النشيدين الوطني والقواتي، القى جعجع كلمة من وحي المناسبة استهلها بالقول «حين يكون الوطن مهدّداً والهوية في مهبّ الريح والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطّل وحين يكون الشعب بائساً والجوع يدق أبوابه وهاجر نصف شبابه والنصف الثاني على أبواب السفارات، وحين تتفجّر بيروت ويمنعون معرفة من فجّرها، وحين يُسرق جنى العمر ويمنعون الذي سُرق بمحاسبة السارق، وحين يصبح الحق سكوتاً والباطل فجوراً، وحين يصبح لبنان منارة مطفيّة، وخبرية منسيّة وسقطات حتميّة عندها تصبح الانتخابات النيابية معركة وجوديّة وليس مجرّد معركة سياسية، وبالتالي “ما خلقت هيك معارك الا للقوات اللبنانية".
وأكد جعجع أن «معركتنا اليوم هي معركة وجود، فإما ان نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه او نشهد زواله، اما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سويا وطن الحريات او نعود جميعنا الى السجن الكبير، اما نحافظ على ما تبقى من السيادة او نتحوّل رسميّاً الى مقاطعة من جمهورية لا تشبه حضارتنا ولا تاريخنا ولا قيمنا بشيء، اما نقوم ببناء دولة جديدة او يسقط ما تبقى من سقف هذه الدولة المهترئة على رؤوسنا، وحينها لا ينفع الندم».
ورأى ان هناك «اناساً يستطيعون بناء دولة «بس ما بدّن» اذ يمكنهم ذلك لأنهم يتمتعون بالحجم والامكانيات والحضور والتنظيم، ولكن الدولة لا تناسبهم باعتبار انها نقيض مشروعهم الأساسي وفلتان سلاحهم وفسادهم. في وقت هناك أناس يريدون بناء الدولة «بس ما فين» وهم يعرفون ان الدولة وحدها هي مشروع الخلاص، ولكن لا يمكنهم تحقيق ذلك لأنهم يفتقرون الى التنظيم والحضور والإمكانيات بفكرهم المشتّت وقوّتهم المحدودة وليس لديهم لا التجربة ولا الخبرة ولا التاريخ. وبالتالي: بين هودي وهوديك، بين اللي فيون وما بدّن، وبين اللي بدّن وما فيون، بيبقى اللي بدّن وفيون، نحنا، «القوات اللبنانية» اللي بدّنا وفينا».
وشدد جعجع على انه «امام اللبناني ثلاثة خيارات في الانتخابات المقبلة: خيار من يريد الدولة ولكن لا يمكنه بناءها، خيار من لا يريد الدولة ويقدر على الاستمرار في تعطيل بنائها، وخيار من يريد الدولة ويستطيع بناءها».
ودعا جميع اللبنانيين الى التصويت للخيار الثالث، للخيار الصائب اي لـ»القوات اللبنانية»، مشيرا الى ان «الخيار الأول شعاره كلّن يعني كلّن، فيما الخيار الثاني شعاره نحن نحكم لبنان بالسلاح والقوّة والقهر، اما الخيار الثالث فشعاره «تعوا كلنا نبني دولة من جديد...».
وقال: «نحنا بدنا ونحنا فينا» ليس شعاراً انتخابيا فقط، بل هو فعل ايمان تمارسه «القوات» بشكل يومي، هو حصيلة أداء وبرنامج ورؤية من العام 2005 حتى اليوم...
واعتبر ان «القوات أظهرت في السنوات الأخيرة ان لديها مشروعاً واحداً فقط، وهو الدولة... وتابع: «القوات اللبنانية» بدّا؟ اكيد بدّا، وأكثر من ايّ يوم آخر تسعى الى مشروع الدولة، «القوات اللبنانية» فيا؟ اكيد فيا من خلال قدرتها وتنظيمها وبرامجها وعلاقاتها وايمان أولادها بقضيتها بس بصير فيا، في حال صوّتم لها ومنحتموها الوكالة».
واستطرد: «مع الخيارات الثلاثة التي ذكرت، هناك فئة رابعة، والحمدالله انها كُشفت وحاكمها الناس في الشارع كما سيحصل في الانتخابات ايضاً، هي فئة الخداع فئة «اللي ما بدّن وما فين” ومن المؤكد عرفتم من هم. هم الذين رددوا على مدى 30 سنة انهم «هنّي الإصلاح وهني التغيير»، وانهم الخلاص والقوّة والحلم الموعود، وهم انفسهم الذين وصلوا الى الحكم، واكتشفنا بعدها «انو اكيد، واكيد اكيد اكيد، كلو حكي، كان خداعاً، لا بدّن ولا فيون”، وجلّ ما يريدونه واستطاعوا عليه هو «تنضيف» الدولة الى آخر قرش وتعباية جيوبن».
واشار الى انه «ليس صدفة اطلاق هذه الدعوة في ذكرى «14 آذار»، في هذا اليوم الذي أثبت ان ما من شيء مستحيل في هذه الدنيا، وان الربيع في حياة الشعوب اقوى من الغيوم السوداء، في هذا اليوم الذي كان فجر الحرية، ولكن «بعدو ناطر يكفّي نهارو»، في هذا اليوم الذي كان بداية استرداد السيادة التي تنتظر استكمالها. فـ14 آذار تبقى قبلة مناسباتنا، قدس اقداسنا، وركيزة سياساتنا، وهذا اليوم ما زال حياً فينا، ولو حاولوا اغتياله في 14 شباط، ودفنه في 7 أيار ليتأكدوا من موته عبر كل ممارسة من ممارساتهم البغيضة ولكن 14 اذار ما ماتت ولا بتموت...».
اردف: «نقول هذا بهدف ان يعلم اللبنانيون انهم في حال لم يتحركوا في 15 ايار بالاتجاه الصحيح، والزخم المطلوب، والارادة الحاسمة النهائية بالتغيير، فمن الممكن البقاء في هذا النفق الجهنمي لسنوات وسنوات كثيرة، ويمكن لأكثر من 15 سنة، وبالتالي من المحتمل ان نخسر ما تبقى، لا سمح الله».
واكد أن «شعب 14 اذار ما زال كما هو، لا يبيع ولا يشتري، ثابت بمواقفه السيادية الوطنية، وهو نقطة ارتكاز 14 اذار وروح ثورة الأرز...».
وتابع: «يا شعب 14 آذار، في الذكرى الـ17 لثورة 14 آذار، لا يمكننا الا ان نوجه التحية الى الشعب الاوكراني على كل التضحيات والبطولات التي يقدمها على ارضه والتي هي المثال الاكبر الحي عن كيفية تلاحم الجيش والشعب بالمقاومة بصورته الصحيحة والحقيقية، من حيث ان الدولة هي من ينظم ويدير المقاومة الشعبية التي بدأت مع الاحتلال لا قبله، وليس كما يحصل في لبنان، تتسلح المقاومة وتنافس الدولة وتعطلها وتضرب مسيرتها، “على ذوقها”».
ورأى ان “14 آذار كان تمهيدا لـ17 تشرين، وهنا امام الشعب اللبناني فرصة كبيرة جداً، لصنع 15 أيار 2022 كتتمة لـ14 آذار 2005، وبالتالي تتويج لـ17 تشرين 2019، ويجب الا نفوّت هذه الفرصة...».
والى اللبنانيين، توجه جعجع: «انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار المقبل الى 14 آذار انتخابي، بمعنى الحرية والسيادة والاستقلال. انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار الى 17 تشرين انتخابي، بمعنى الثورة على الفساد والهدر وسوء إدارة الدولة وتسييبها. انتم مدعوون في 15 أيار كي تأخذوا بثأركم في صناديق الاقتراع لدماء بشير وكمال ورينيه ورفيق، وباسل وسمير وجورج وجبران وبيار ووليد وانطوان ووسام ووسام ومحمد وهاشم ولقمان، ولأوجاع مروان ومي، وكل قافلة شهداء القضية الذين استشهدوا ليبقى لبنان”.
وتوجه جعجع من جديد الى اللبنانيين، بالقول: “القوات اللبنانية اكثر من يشبهكم، هي «منكن وفيكن...»».
وختم: «نحنا بدنا إذا إنتو بدّكن، نحنا فينا إذا انتو معنا، ونحنا وانتو فينا نسترجع لبنان. بـ15 أيار بدنا يولد لبنان الجديد، بـ 15 أيار فينا نخلق لبنان الجديد».
نداء الوطن