وفي حين أن الحشرات تؤكل بأشكال مختلفة في أجزاء كثيرة من العالم، فإنها تعتبر أطعمة غريبة في معظم الدول الغربية، ولكن ما لا تعرفه أن هذا الأمر قد بدأ يتغير مؤخراً، وذلك في ظل انتشار اقتراحات تشير إلى أنه يمكن أن يصبح بروتين الحشرات غذاء أساسياً في المستقبل، وذلك لأن الحشرات يمكن أن ينتج كميات مماثلة من المنتجات البروتينية التي تقدمها صناعات الثروة الحيوانية الحالية و بجزء بسيط من الموارد اللازمة.
ولكن ما يثير القلق هو ما إذا كانت هناك آثار جانبية للأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه أشياء مثل المحار في حال تناولهم هذه البروتينات، وقد عمل (البروفيسور أندرياس لوباتا من جامعة جيمس كوك) وهو أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، على فحص ما إذا كانت حساسية المحار مرتبطة باستهلاك الحشرات وخاصة الصراصير.
حيث قال البروفيسور لوباتا أن تحليله قد وجد أن 20 بروتينا في منتجات الصراصير كانت مرتبطة بالفعل بحساسية المحار، مضيفاً: " لقد أخذنا هذه البروتينات وحللناها مع مقارنتها بقاعدة بياناتنا التي تضم 100 مريض يعانون من حساسية المحار، بالإضافة إلى بعض البالغين والأطفال، وما تظهره هذه النتائج هو أنه إذا كان لدى المريض المصاب بحساسية المحار رد فعل تجاه بروتين معين، فإن هؤلاء الأشخاص سيكونون معرضون لخطر كبير للتفاعل مع نفس البروتين الموجود في الصراصير أيضاً ".
كما وأشار البروفيسور لوباتا إلى أن هذا الاكتشاف له آثار هامة على صناعة بروتين الحشرات، خاصة فيما يتعلق بوضع ملصقات توعوية بهذا الشأن على الأغذية التي تحتويه، وقال: " ليس لدينا أي أدوات اختبار متاحة لاختبار مسببات الحساسية في الحشرات، لذلك حتى لو كانت الحشرة جزءا من المكونات، فلن نتمكن من قياسها. وهذا له تداعيات مهمة على ملصقات الطعام، حيث يجب أن تكون هناك ملصقات واضحة على المنتجات التي تحتوي على بروتينات الحشرات المرتبطة بحساسية المحار لمنع الناس المعنيين من تناولها ".
الحساسية من اكل الحشرات
تجدر الإشارة إلى أن فريق البحث القائم على الدراسة ضم علماء من (جامعة جيمس كوك وجامعة إيديث كوان و الوكالة الوطنية للعلوم و التكنولوجيا و البحوث في سنغافورة).
وقد قالت (البروفيسورة ميشيل كولجريف) المؤلفة الرئيسية في الدراسة أن حقيقة أن بعض الناس لديهم حساسية من بروتين الحشرات ليست أمرا مفاجئاً، ولكن لم يكن هناك حاجة إلى أخذ الأمر في عين الاعتبار سابقاً.
وقد أضافت كولجريف: " نحن نعلم أنه في بعض مناطق العالم حيث ينتشر تناول الطعام بشكل أكبر، يكون لديهم معدل أعلى من ردود الفعل التحسسية تجاه هذا الطعام بلا شك، فقد تم أكل الحشرات منذ آلاف السنين من قبل مليارات الأشخاص بشكل يومي، لذلك لا نتوقع أن نرى زيادة هائلة في انتشار الحساسية من منتجات الحشرات، ولكننا نحتاج إلى التأكد من أن الناس على دراية بذلك إذا ما يعانون من حساسية تجاه المحار لتجنب تناول هذه المنتجات قدر الإمكان ".
الجدير بالذكر أن الباحثين يقومون بتوسيع نطاق دراستهم ليشمل مصادر أخرى للبروتينات الحشرية مثل الديدان، وذلك بهدف معرفة ما إذا كانت تحتوي على بروتينات مسببة للحساسية أيضاً.
كما وأوضح الباحثين أنه قد تم العثور على حساسية تجاه المحار لدى حوالي 3 % من سكان العالم، مما يعني أنها يمكن أن تظل مصدراً غذائياً حيوياً طالما تم تصنيفها بشكل صحيح.
وقد قالت البروفيسورة كولجريف: " هناك المئات من الأطعمة التي تحتوي على مسببات الحساسية، لذا فهي لن تكون شيئا شاذا بالنسبة للحشرات، إننا نحتاج فقط للتأكد من أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه المحار يفهمون أن الحشرات قد تسبب لهم الحساسية أيضا ".