كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية تقول: يحتدم الخطاب الانتخابي مع اقتراب موعد الاستحقاق على وقع السجالات السياسية، إلا أن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كان مستفزاً أمس للبنانيين لجهة ما تضمنه من إنكار وانفصام عن الواقع، محاولاً إلصاق تهم بالآخرين ما هي إلا صفة حلفائه الدائمين والثابتين على لوائحه الانتخابية، اذ اتهم الأحزاب السياسية المعارضة له بأنهم كانوا في السلطة منذ 30 عاماً، وكأن حلفائه لم يدخلوا إلى السلطة اللبنانية يوماً، بل لم يهيمنوا عليها منذ سنوات، أو كأنهم براء من الفساد الذي اتهم به غيره، مع العلم ان حليفه الأساسي التيار الوطني الحر يتحمّل لوحده أكثر من نصف الدين العام وفساد الكهرباء وفشل السياسات، والأنكى من كل ذلك أنه يعد اللبنانيين بالمنّ والسلوى بعد 15 أيار وهو الذي عجز مع حلفائه طوال السنوات الماضية عن تأمين أبسط مقومات الحياة الكريمة بدءا من الكهرباء وصولاً الى كل الملفات الأخرى، وصولا إلى عزل لبنان.
مصادر سياسية علّقت على كلام نصرالله عبر "الأنباء" الالكترونية معتبرة أن خطابه ليس إلا تحفيزاً اضافيا للقوى السيادية في البلد على الاستمرار في المعركة الانتخابية حتى النهاية ومنع دخول فريق الممانعة الى المجلس النيابي الجديد بكتلة كبيرة ستكون المعبر الاساسي لتغيير وجه لبنان الحقيقي وتكريس الهيمنة الايرانية على البلد وتغيير الوجه الاقتصادي ونمط الحياة الذي اعتاد عليه اللبنانيون طوال سنوات.
في هذه الأثناء، كان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري يكثف نشاطه على خط القيادات اللبنانية والمرجعيات الروحية والدبلوماسية، حيث قام بجولة على عدد منها وأقام مأدبتي إفطار في اليومين الماضيين، مؤكداً في كلمته بعد إفطار الأمس، أن السعودية لم تكن في حالة مقاطعة للبنان إنما ما حصل كان إجراء دبلوماسياً.
هذا الموقف اعتبرته مصادر مراقبة عبر "الأنباء" الالكترونية بأنه إيذاناً بعودة الدينامية الدبلوماسية السعودية الى بيروت، متوقفة عند مشهدين أساسيين في إفطار الأمس، الأول وهو الحضور شبه الكامل لكل القوى السيادية في البلد وعلى مستوى الصف الأول، ما يعكس رسالة سياسية مهمة حول عودة الاحتضان الخليجي لهذا الخط السياسي العريض في البلد وأن لبنان ليس متروكاً، مع ما يحمله من دلالات عشية الانتخابات النيابية وإن كانت الرياض لن يصدر عنها أي موقف مباشر حول الاستحقاق الانتخابي. وأما المشهد الثاني وهو خروج السفير السعودي للتصريح والى جانبيه كل من السفيرة الفرنسية والسفيرة الأميركية والاعلان عن مشاريع مشتركة لمساعدة لبنان والشعب اللبناني، وهذا الأمر بالغ الأهمية في ظل الأزمة الحادة التي يمر بها لبنان والذي يؤكد أن الأولوية الآن بالنسبة للمملكة هو المساعدات الاغاثية وحماية الانسان في لبنان.
من جهتها، مصادر متابعة للاتصالات التي أجراها البخاري مع المرجعيات الروحية، أعربت للأنباء الالكترونية عن ارتياحها لهذه اللقاءات والتأكيد على علاقات الأخوة بين لبنان والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، مضيفة "عودة سفراء دول الخليج الى لبنان عكست ارتياحاً لبنانياً وطنياً وأعادت التأكيد على وقوف الأشقاء العرب الى جانب لبنان وهذا ما يحتاجه لبنان في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها.
المصادر رأت أن ما يجمع لبنان بأشقائه الخليجيين والسعوديين على وجه التحديد أقوى وأعمق بكثير من أن يؤثر عليه تصريح من هنا وموقف من هناك، مؤكدة ان الازمة التي استمرت خمسة أشهر كانت أشبه بغيمة صيف وانقشعت وان لاعودة بعد اليوم الى فتور في العلاقات بين لبنان واشقائه العرب.
على صعيد آخر، كانت أزمة القمح والطحين تتفاعل لا سيما بعد تحذير نقيب الافران علي ابراهيم من رفع الدعم عن القمح ووصول سعر ربطة الخبز الى 30 الف ليرة. وفي هذا السياق أشار مدير مكتب الحبوب والشمندر السكري جرجس برباري الى أن الازمة قائمة منذ اكثر من نصف شهر وليست وليدة اللحظة، لافتا الى أنه حذر من اكثر من أسبوعين من أزمة طحين وأزمة قمح جراء النقص الحاد لهذه المادة.
وقال في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية: "حاولنا في الأيام الماضية تدوير الزوايا بانتظار ان يتدبر المسؤولون الامر ولكن عبثاً، الازمة تفاقمت والقسم الأكبر من المطاحن متوقف عن العمل والقسم الذي كان يعمل في الايام الماضية توقف عن العمل بسبب نفاد كمية الحطين لديه"، كاشفا عن وجود كمية من القمح تكفي لمدة شهر لكنه ليس مدعوماً والانتاج لم يعد موجوداً والمطاحن فارغة الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه.
وكشف عن تلقيهم وعداً من حاكم مصرف لبنان بفتح الاعتمادات بدءا من يوم أمس لكنه أرجأ الموضوع وربما يتأخر أكثر فتصبح الأمور أصعب، فالأزمة تتفاقم والناس تريد إطعام اولادها، آملا ان تحمل الساعات المقبلة انفراجا على هذا الصعيد لأن البديل سيكون الكارثة المحتمة.
وبالتزامن، الاتصالات مستمرة وربما يكون هناك حلحلة مرتقبة في الساعات المقبلة بالنسبة لأزمة الطحين على ان يتضح الحل اليوم.
الأنباء الإلكترونية