تكنولوجيا

تحليل جيني جديد يقدم رؤية جديدة لاضطراب ما بعد الصدمة

أسفرت محاولات تحديد الأسباب الجينية للأمراض العصبية والنفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة من خلال تحليلات الجينوم واسعة النطاق عن آلاف الروابط المحتملة، وقد كان يزداد التحدي تعقيداً بسبب النطاق الواسع للأعراض التي تظهر على الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة

تحليل جيني جديد يقدم رؤية جديدة لاضطراب ما بعد الصدمة

تحليل جيني جديد يقدم رؤية جديدة لاضطراب ما بعد الصدمة

فعلى سبيل المثال، هل الاستثارة الشديدة أو الغضب أو التهيج الذي يعاني منه البعض له نفس الأساس الجيني مثل الميل إلى إعادة تجربة الأحداث الصادمة، وهي أعراض أخرى للاضطراب أم لا؟

بحسب ما ورد، في دراسة جديدة قادها باحثون في جامعة ييل وجامعة كاليفورنيا إجابات حول بعض هذه الأسئلة، وقد كشفت عن أوجه تشابه جينية مثيرة للاهتمام بين اضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات الصحة العقلية الأخرى مثل القلق والاضطراب ثنائي القطب والفصام، كما وتشير النتائج أيضا إلى أن الأدوية المستخدمة بشكل شائع لعلاج اضطرابات أخرى يمكن تعديلها للمساعدة في علاج الأعراض الفردية لاضطرابات متعددة.




حيث قال المؤلف المشارك للدراسة، البروفيسور جويل جيليرنتر، أستاذ الطب النفسي وعلم الوراثة وعلم الأعصاب في جامعة ييل: " لا يزال التعقيد موجودا، لكن هذه الدراسة ساعدتنا على التخلص منه " من أجل الدراسة، حلل الباحثون الجينوم الكامل لأكثر من 250 ألف مشارك في برنامج المليون المخضرم، وهو برنامج بحث وطني تابع لإدارة ومتابعة المحاربين القدامى في الولايات المتحدة الأمريكية يدرس كيف تؤثر الجينات ونمط الحياة والتجارب العسكرية على صحة ومرض المحاربين العسكريين القدامى، وقد تم تشخيص ما يقرب من 36000 مصاب باضطراب ما بعد الصدمة بين هؤلاء المشاركين. ولكن بدلا من البحث عن المتغيرات الجينية المشتركة بين مرضى اضطراب ما بعد الصدمة فقط، بحث العلماء عن متغيرات تم ربطها بثلاثة أنواع من الأعراض السريرية التي يعاني منها المرضى بدرجات متفاوتة، وقد شملت مجموعات الأعراض هذه إعادة تجربة حدث صادم، والغضب المفرط أو الحاد والتهيج، وتجنب الأشخاص أو الموضوعات التي قد تكون مرتبطة بصدمة سابقة. وبينما وجد الباحثون قواسم جينية أساسية مشتركة بين مجموعات الأعراض الثلاثة، اكتشفوا أيضا وجود متغيرات محددة مرتبطة بواحد أو اثنين فقط من تلك الأعراض، حيث يقول جيليرنتر: " لقد وجدنا درجة عالية من الارتباط الجيني بين هذه النطاقات الفرعية الثلاثة للأعراض بشكل ملحوظ لكننا لا نتوقع أن تكون متطابقة وراثيا أيضاً، وهي ليست كذلك بالطبع، كما ووجدنا دعماً بيولوجياً للأعراض السريرية المختلفة لاضطراب ما بعد الصدمة " بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أيضاً أن بعض هذه المتغيرات الموجودة في مجموعات فرعية من أعراض المرضى مرتبطة أيضا باضطرابات أخرى مثل الاكتئاب الشديد، وقد أشارت النتائج إلى أن الأدوية المستخدمة في علاج الاضطرابات الأخرى قد تساعد أيضاً في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، وقد قال المؤلف المشارك (موريا شتاين الأستاذ المتميز في الطب النفسي والصحة العامة في جامعة كاليفورنيا) : " أشارت دراستنا إلى أن بعض الأدوية التي يتم وصفها حاليا لحالات مرضية أخرى، يمكن إعادة استخدامها لعلاج مرضى اضطراب ما بعد الصدمة " كما كان من المثير للاهتمام أن بعض المتغيرات المرتبطة بجميع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة قد ارتبطت بالاضطرابات العصبية والنفسية الأخرى فعلى سبيل المثال، تم ربط المتغيرات المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة بالجينMAD1L1، وهو الجين الذي يساعد في تنظيم دورة الخلية، وكان مرتبطاً أيضاً بالفصام والاضطراب ثنائي القطب.


المصدر: مجلة scince Daily

يقرأون الآن