تطوير طريقة لإنتاج مواد كيميائية قيمة من التربة الملوثة

والتي عادة ما يتم تصنيعها بمساعدة غاز الكلور أو البروم، وكلاهما شديد السمية وعالي التآكل. و في العدد الحالي من مجلة Science العلمية المرموقة ، أفاد الباحثون أنهم تمكنوا من استخدام تقنية التحليل الكهربائي لإنتاج مواد كيميائية تعرف باسم مركبات ثنائي الكلور و ثنائي البروم ، و التي يمكن استخدامها بعد ذلك لإنتاج المواد الكيميائية السلعية المستخدمة في الصناعات الكيميائية.

يقول البروفيسور سيغفريد فالدفوغل ، المتحدث باسم مبادرة SusInnoScience للأبحاث المتطورة في جامعة يوهانس جوتنبرج ماينز ، و التي ساعدت في تطوير هذه العملية الجديدة : " في الحقيقة ، يصعب التعامل مع غازي الكلور و البروم و خاصة في المختبرات الصغيرة ، لأنها تتطلب إجراءات أمان صارمة . في حين أن طريقتنا الجديدة تلغي إلى حد كبير الحاجة إلى تدابير السلامة والأمان تلك، وذلك لأنها لا تتطلب استخدام أي من غاز الكلور أو البروم. وهي تجعل تنظيم التفاعل الذي يتم فيه تصنيع المواد الكيميائية المرغوبة من خلال التحليل الكهربائي أمرا سهلا ". ووفقا للبروفيسور فالدفوغل، يمكن استخدام التحليل الكهربائي للحصول على مركبات ثنائي الكلور وثنائي البروم على سبيل المثال من المذيبات التي تستخدم عادة لإنتاج المادة البلاستيكية شائعة الاستخدام والتي تعرف باسم "متعدد كلوريد الفينيل". مضيفا: " إن القيام بالأمر بهذه الطريقة أبسط بكثير من تصنيع منتجات ثنائي الكلور وثنائي البروم من غاز الكلور أو البروم، على التوالي ". كما ويدعي فريق الباحثين أنهم قد أثبتوا أن العملية الجديدة تعمل على النحو المنشود لأكثر من 60 ركيزة مختلفة من المنتجات الكيميائية. وقد أضاف فالدفوغل: " يمكن استخدام هذه العملية للجزيئات ذات الأحجام المختلفة، وبالتالي فهي قابلة للتطبيق على نطاق واسع. كما أنها سهلة التوسع، وقد تمكنا بالفعل من استخدامها لتحويل كميات أكبر في نطاق متعدد الجرامات ". تجدر الإشارة إلى أن الخبراء كانوا متحمسين بشكل خاص لاكتشاف أن التحليل الكهربائي يمكن استخدامه أيضا لفصل ذرات الكلور عن جزيئات بعض المبيدات الحشرية التي تم حظر استخدامها بالفعل، مما ينتج عنه منتجات ثنائي الكلور المرغوبة. وقد أشار فالدفوغل إلى أنه من الناحية العملية، لا تتم عملية التحلل والاندثار الطبيعي في مثل هذه المبيدات الحشرية، فهي تبقى في التربة والبيئة لفترات طويلة للغاية، وقد تم اكتشافها مؤخرا في القطب الشمالي مضيفاً: " يمكن أن تساعد عمليتنا الجديدة هذه في القضاء على هذه المواد السامة واستغلالها فعليا لمصلحتنا في المستقبل ".