تكنولوجيا

إمكانية وأهمية إيجاد الماء على الكواكب الأخرى

يتساءل العديد من الأشخاص الذين لديهم شغف بالعلوم، سواء كانوا في المدرسة الابتدائية أو يقومون بالتدريس في الجامعة، عما إذا كانت هناك حياة على كواكب أخرى في الفضاء. فهل نحن وحدنا في النظام الشمسي، أو حتى في المجرة بأسرها؟ فبتاريخ 20 يناير

إمكانية وأهمية إيجاد الماء على الكواكب الأخرى

إمكانية وأهمية إيجاد الماء على الكواكب الأخرى

استضافت جمعية علم الفلك واستكشاف الفضاء مؤتمر Star Talk عبر الإنترنت، حيث تحدث بول ديلاني، الأستاذ من قسم الفيزياء وعلم الفلك في جامعة يورك ورئيس جمعية كارس ويل للفهم العام لعلم الفلك، عن إمكانية العثور على الماء والحياة على الكواكب الأخرى. تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر "Star Talk" هو مؤتمر منتظم تقوم جمعية علم الفلك واستكشاف الفضاء بتنظيمه، وغالبا ما يكون مصحوبا بمراقبة تلسكوب موجه لسماء الليل.


ولكن مؤتمر هذا العام، مع إغلاق التلسكوبات، كان على الجمعية التكيف مع الأمر الواقع وعقد المؤتمر عبر الإنترنت. كما أن أحد الطرق التي تحافظ فيها الجمعية على مشاركة الجمهور في المؤتمر هي "حفلات مشاهدة البث المباشر وليالي النقاش والسمر تحت عنوان مؤتمر StarTalk "، وذلك وفقا لبيان أدلت به رئيسة الجمعية جولي ميدروني لصحيفة The Varsity. وقد أضافت ميدروني: " لقد كانت التحديات الرئيسية التي واجهناها في عقد مؤتمر هذا العام هو التكيف مع جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد التي أثرت إلى حد بعيد علينا جميعا. وللتعويض عن نقص التفاعل الشخصي، وسعت جمعية علم الفلك واستكشاف الفضاء هذا العام مؤتمرنا من كونه حدث ليوم واحد إلى حدث لمدة ثلاثة أيام، ومن المقرر عقد الحدث من جديد في الفترة الواقعة من 15 إلى 17 فبراير

. • لماذا اكتشاف الماء في الفضاء الخارجي يعتبر أمرا مهما ؟ قال ديلاني في بداية حديثه: " إن الحياة على هذا الكوكب ببساطة لا يمكن أن تستمر في ظل غياب الماء. وبينما لا يمكننا استبعاد إمكانية وجود الحياة بدون ماء تماما، فإن كل فهمنا البيولوجي الحالي يشير إلى أن الماء عنصر أساسي لوجود الحياة. وبالتالي، من خلال البحث عن الماء، يمكننا تعظيم فرصنا في إيجاد الحياة الخارجية ". في الحقيقة، يعتبر الماء مركب كيميائي شائع نسبيا في الكون لأنه يتكون من عنصرين من أكثر العناصر شيوعا في الفضاء، وهما الهيدروجين والأكسجين. وبالنسبة للكتلة الإجمالية لكوكبنا، فإن كمية المياه على الأرض صغيرة جدا في الواقع، ولكن وجودها سمح للحياة بالازدهار والاستمرار حتى الآن. والجدير بالذكر ان هناك العديد من مصادر المياه الموجودة والمنقرضة في الأجرام السماوية المجاورة لنا، بما في ذلك كوكب الزهرة والقمر. فلفترة طويلة، كان الاعتقاد السائد هو أن القمر لا يحتوي على الماء على الإطلاق. وحتى يومنا هذا، لم يكن الكثير من الناس، على دراية بكمية المياه المدهشة الموجودة على سطح القمر، والتي تم تجميد الكثير منها عند القطبين. كما أن هناك أيضا بعض المؤشرات على أن كوكب الزهرة كان يحتوي على غلاف جوي يشبه الغلاف الجوي الخاص بكوكب الأرض وسطح مائي أيضا. ومع ذلك، في الوقت الحالي، المناخ على سطح الكوكب حار للغاية مما يمنع وجود مياه سائلة.

• كوكب المريخ و ماضيه القديم: يقول ديلاني: "في حين أن كوكب المريخ هو أكثر الكواكب التي نحب الحديث عنها ، إلا أن ما لا يعرفه الكثير منا هو أن أكثر ما يثير الاعجاب حوله هو أنه غني بمصادر المياه بالفعل. وعلى الرغم من أن المريخ اليوم يبدو قاحلا للغاية، إلا أن هناك رواسب جليدية في جميع أنحاء سطحه، مما يثير التساؤل عما إذا كان الجليد على هذا الكوكب كان في يوم من الأيام عبارة عن مياه سائلة. ففي الآونة الأخيرة، اكتشفت أجهزة الرادار وجود الماء السائل على سطح المريخ، وإن كان في شكل شديد الملوحة بدرجة لا تسمح له بدعم الحياة. ولكن وجود الماء السائل لا يزال علامة واعدة على أن المريخ ربما كان صالحا للحياة في الماضي السحيق ". وأضاف ديلاني: " في الواقع، ربما كان المريخ أكثر ملاءمة للحياة من كوكب الأرض قبل أربعة مليارات سنة ". وعندما سأله أحد الحاضرين عن سبب عدم أخذ عينات من الجليد الموجود على سطح المريخ حتى الآن للبحث عن علامات الحياة، أجاب ديلاني أن إرسال مركبة فضائية إلى المريخ مكلف للغاية، مما يجعل هذه المهمة صعبة التحقيق. في الوقت الحاضر، يفتقر المريخ إلى غلاف جوي كبير، مما يجعل الحياة مستحيلة على سطحه المترب، كما ويعتقد الباحثين أن فقدان الكوكب الأحمر لمصادر المياه التي كانت يوما ما تملأ الكوكب مرتبط بفقدانه لغلافه الجوي.


المصدر: صحيفة The Varsity

يقرأون الآن