لعلّ الأغرب في إستحقاق 2022، الذي انخرطت القوى السياسية فيه حتى العظم في المعركة الانتخابية، انّ المعركة باتت حول سلاح حزب الله، الذي - بحسب المراقبين- اعاد الصراع السياسي إلى نصابه الحقيقي والطبيعي، عبر اطراف ترفض التطبيع مع سلاحه لأنّه حائل دون الإصلاح السياسي والاقتصادي كما أثبتت التجربة منذ 17 تشرين 2019 حتّى الآن، وبين اطراف اخرى مؤيدة للحزب.
يبقى السؤال، هل تكون الأيام المعدودة حتى 15 أيّار أياماً فاصلة بين مرحلتين لبنانيّتين الانتصار على الانهياريّين أو البقاء في جهنم؟
انطلاقاً مما تقدم، ليس غريباً أنّ المرشحين الذين تم التعرّض لهم أو تهديدهم أمنياً حتى الآن، ومنذ انطلاق الحملات الانتخابية، جاءت من اهل السلطة.
لكن، في المقابل، يقول الخبراء الانتخابيّون، انّه لا يمكن تجاهل "طابور خامس" قد يجد في الأمر مخرجاً في حال شعر مرشحي السلطة بالخسارة، مُستندين إلى حجَجٍ قد تبدو غير واقعية ومنطقية.
لذلك هناك من يتوجس، خصوصاً من بين المرشحين المنافسين من خارج السلطة، لأنّ الحماية الأمنية التي توفرها الدولة للمرشحين ليست متساوية كما تفرض الأصول - اذ يحظى مرشحو السلطة بحماية أمنية يستخدمونها لتوفير الحماية لشخصهم كمرشحين وكذلك لحملاتهم الانتخابية - فيأتون بحرّاس لصورهم ويافطاتهم وشعاراتهم ومناصريهم أيضاً.
ووفق كل ذلك، هناك من يُطمئِن، اذ تشير مصادر امنية في تصريحها الى وكالة "اخبار اليوم"، انّ يوم الاحد المقبل سيحجز جميع العسكريين في قوى الامن، وسيتم توزيع الضباط والعناصر على مئات أقلام الاقتراع في كافة المحافظات والاقضية، منذ يوم السبت في الرابع عشر من أيار.
وفي اليوم التالي، تشمل مسؤوليات ضباط ورتباء وعناصر قوى الأمن الداخلي الأمور الآتية:
- تسهيل وصول الناخبين الى أقلام الاقتراع، وبالتالي التأكد من سلامة الطرق المؤدية الى عنوان القلم.
- حماية قلم الاقتراع من خلال تفتيش جميع الأشخاص الداخلين اليه، ومنع التعرض للناخبين في المكان.
-التدخل مباشرة إذا طلب رئيس القلم ذلك، للتعامل مع وضع مخلّ بالأمن والنظام، أو إذا وقع جرم مشهود في المكان.
أما بالنسبة إلى أمن المباني المخصصة لأقلام الاقتراع من الخارج، فسيتولى الجيش اللبناني مسؤولية حمايتها.
الى ذلك، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أنّ الأجهزة الأمنية ستتعاون في ما بينها مشيراً إلى أنّ يوم الانتخابات سيكون "يوم بيجنن" وفق الإمكانات الموجودة.
وحسب تقاطع المعلومات الامنيّة، هناك ورقة يتم استخدامها من قوى داخلية وخارجية لتمرير رسائل يجري توظيفها في استحقاقات مختلفة كلما استدعت الحاجة من قوى نافذة، تبقى ضمن سياق ما اشارت اليه مصادر سياسية موثوقة، انّ هذه الانتخابات "أمّ المعارك" ومفصلية، ففي حال شعرت قوى السلطة بأمرٍ مريب، ستعمد الى اشكالات مُعدّة سلفاً، في محاولة لزعزعة الوضع الامني ، ترسُم سيناريوهاتها الجهة المُتضررة على خلفيات مذهبية ودينية.
شادي هيلانة - أخبار اليوم