لعلّه من المبكر قراءة نتائج الانتخابات النيابيّة، ولكن يبدو واضحاً أنّ الغالبيّة الساحقة من اللبنانيّين اختاروا التصويت، على اختلاف خياراتهم، ضدّ حزب الله. كما أنّ الحزب، ولو فاز شيعيّاً، الا أنّه تراجع في الأرقام، ومثله رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
ويبدو واضحاً أيضاً أنّ قسماً كبيراً من اللبنانيّين اختار التصويت لوجه لبنان العربي لا الإيراني، ولصورة لبنان التنوّع والانفتاح والجسد التوأم مع الجسد العربي عموماً والخليجي خصوصاً.
وعلى الرغم من الشائعات والتفسيرات والتأويلات التي طالت الحركة الدبلوماسيّة العربيّة في الأسابيع الثلاثة الماضية، وخصوصاً الحركة المكثّفة التي قام بها السفير السعودي وليد بخاري الذي زار عدداً كبيراً من المرجعيّات السياسيّة والروحيّة، إلا أنّ هذه الحركة أعطت مفعولها على صعيد المشاركة في الانتخابات وتعزيز "النَفَس التغييري"، ولو أنّ هذه الدبلوماسيّة لم تتدخّل، إلا من باب الحرص، في الاستحقاق الانتخابي. كما عزّزت هذه الحركة التوجّه الذي عبّرت عنه غالبيّة اللبنانيّين في الانتخابات.
وما يجب أن يُبنى عليه في المرحلة المقبلة هو السير في خطّ عودة العلاقات اللبنانيّة الخليجيّة الى سابق عهدها، وهو أمر يحتاج الى خطواتٍ عدّة من الحكومة المقبلة التي عليها أن تلاقي في انفتاحها العربي ما عبّر عنه القسم الأكبر من اللبنانيّين في صناديق الاقتراع.
موقع mtv