فُرجت أزمة الخبز العربي «موقتاً»، لكنها خلقت في المقابل أزمة أخرى بعدما حصر الدعم بالطحين المخصص للخبز العربي فقط. وهذا يعني تحليقاً في أسعار المناقيش والخبز الفرنجي وخبز الهمبرغر والباغيت وسواها. فبعد يومين من إذلال الناس بحثاً عن ربطة خبز، تقرّر «حلّ» الأزمة على مرحلتين؛ الأولى بدأ العمل بها منذ يوم أمس، إذ قرر وزير الاقتصاد «إعادة توزيع فائض القمح الموجود عند بعض المطاحن على باقي المطاحن المتوقفة عن العمل. وبالتالي بدأت المطاحن العمل منذ الليلة (أمس)، وغداً (اليوم) ستفتح جميع الأفران وتسلّم الخبز العربي بشكل طبيعي إلى المواطنين» وفق رئيس نقابة أصحاب المطاحن أحمد حطيط. أما المرحلة الثانية، فهي تستكمل اليوم في مجلس الوزراء وترتكز على «وعود تلقيناها من وزير الاقتصاد، بعد التواصل بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بأن تُصرف اعتمادات إضافية لأربع بواخر محمّلة بالقمح في جلسة مجلس الوزراء اليوم».
اللافت أنه كان يمكن المعالجة بهذه الطريقة منذ ظهور ملامح الأزمة بما يجنّب الناس مذلّة البحث عن ربطة الخبز أو دفعهم مكرهين إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار فاقت الـ 30 ألف ليرة للربطة الواحدة، علماً بأن سبب الأزمة يكمن في قيام مصرف لبنان بفتح اعتمادات لأربع بواخر قمح ذهبت حمولتها إلى قسم من المطاحن من دون غيرها، ما نتج منه وجود مخزون من القمح المدعوم يكفي لما بين 20 إلى 25 يوماً عند نصف المطاحن تقريباً، فيما بقية المطاحن توقفت عن العمل بانتظار أن يفتح مصرف لبنان الاعتمادات لأربع بواخر أخرى تعود حمولتها لها. أي أن المشكلة كانت تكمن في التنافس على القمح المدعوم وأرباحه الطائلة.
وفي سياق متصل برز قرار وزير الاقتصاد أمس بحصر الدعم بطحين الخبز العربي فقط، الأمر الذي سينعكس «على كل الأفران، الكبيرة والصغيرة منها، وسيؤدي حكماً إلى ارتفاع كبير في أسعار المناقيش والخبز المرقوق والخبز الفرنجي وخبز الهمبرغر والباغيت» وفقاً لنقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم. ويشير إبراهيم إلى أن «قرار حصر الدعم بالخبز العربي فقط ليس مؤقتاً، بل دائم، ما يعني أن قرض الـ 150 مليون دولار من البنك الدولي المخصص لشراء القمح والحفاظ على سعر ربطة الخبز سيحصر فقط بدعم إنتاج الخبز العربي». وعن انعكاس القرار على عمل الأفران، يقول «علينا أن ننتظر ونرى. الارتفاع في الأسعار سيكون كبيراً، وسنرى من سيكون بإمكانه الشراء».
وكان وكيل المطاحن في الجنوب علي رمال قد أصدر بياناً أمس حذّر فيه «من مؤامرة على القطاع نفّذها أصحاب الأفران الكبيرة وكارتيلات الخبز العربي لأنهم أيضاً يقومون بتصنيع المنقوشة والكرواسان من مادة الطحين الموحّد، بإضافة بعض المحسّنات إليها»، داعياً إلى أن «يكون رفع الدعم عن كل الناس، وإما دعم الطحين لكل الناس». ورأى أنه «في حال عدم التراجع عن هذا القرار سترون آلاف العائلات المتضررة في الشوارع».
تعليقاً على كلام رمال عن وجود مؤامرة، يشير حطيط إلى أن «هذا القرار صادر عن وزارة الاقتصاد ونحن ملزمون باتباع التعليمات والتسليم كما يطلب منا».
رضا صوايا - الأخبار