وبحسب الدراسة، منع هذا العقار حدوث أي من التغيرات الهيكلية الضارة في الحبل الشوكي عند التعرض لإصابة، بالإضافة إلى منع حدوث التغيرات القلبية الوعائية والقمع المناعي الناجم عن إصابة الحبل الشوكي.
حيث قال المؤلف المشارك في الدراسة (البروفيسور فيليب بوبوفيتش) رئيس قسم علم الأعصاب في جامعة ولاية أوهايو: "غالباً ما يوصف عقار جابابنتين كعلاج للألم الحادة، ولكن إذا ما تم إعطاؤه بعد التعرض للإصابة مباشرة، أي قبل ظهور الأعراض، فإنه يمكن أن يحد من التغيرات الهيكلية في الخلايا العصبية، وقد أظهرنا أن هذه الفوائد تظل في العمود الفقري حتى بعد مرور شهر واحد من إيقاف تناول عقار جابابنتين ".
وقد أضاف البروفيسور بوبوفيتش: " نعتقد أنه يمكن إعادة توظيف عقار جابابنتين كعلاج وقائي يمكن أن يمنع الخلل الوظيفي اللاإرادي لدى الأشخاص المصابين بإصابات في النخاع الشوكي ".
أدوية الأعصاب تقلل من الأصابة بأمراض الحبل الشوكي
تجدر الإشارة أن الجهاز العصبي اللاإرادي يتحكم في العمليات اللاإرادية مثل معدل ضربات القلب و ضغط الدم، وقد أوضح بوبوفيتش: " إن الخلل اللاإرادي يعتبر مشكلة كبيرة للأشخاص الذين يعانون من إصابة في الحبل الشوكي، حيث يمكن أن تؤدي مضاعفات القلب والأوعية الدموية إلى تطور أمراض خطيرة مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية بينما يمكن أن يؤدي التثبيط المناعي على المدى الطويل إلى التهابات متكررة خطيرة مثل الالتهاب الرئوي الحاد ".
وفي الحقيقة، لا يمكن إدارة هذه الأعراض في الوقت الحالي، كما أنه لا يوجد علاج فعال لها أيضاً، والجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يثبت فيها أن عقار الجابابنتين يمنع تطور الخلل الوظيفي اللاإرادي بدلا من إدارة الأعراض الناجمة عن الخلل الوظيفي اللاإرادي .
كما و أوضح الباحثين أنه بعد تعرض الشخص لإصابة في الحبل الشوكي، تحدث تغيرات هيكلية كبيرة داخل مراكز الأعصاب اللاإرادية في العمود الفقري التي تتحكم في الاستجابة المناعية القوية ، مما يؤدي إلى ردود أفعال لا إرادية غير منضبطة .
على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي العمليات غير الضارة عادة، مثل ملء المثانة إلى مواجهة غير منضبطة أو استجابة مناعية قوية تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم الشديد وتباطؤ معدل ضربات القلب وقمع المناعة على المدى الطويل.
وقد قال البروفيسور فايث برينان، المؤلف الرئيسي للدراسة: " إن إمكانية إعادة استخدام عقار الجابابنتين لمنع تطور الخلل الوظيفي اللاإرادي يمكن أن تحسن بشكل كبير نوعية الحياة للأفراد الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي ، بما في ذلك زيادة الاستقلال في المجتمع و تقليل الاعتماد على مقدمي الرعاية الصحية و تقليل التعرض للعدوى و زيادة متوسط العمر المتوقع ".
ومع ذلك، أشار الباحثين إلى أن النتائج التي يتم التوصل إليها في الدراسات القائمة على الحيوانات لا تنطبق دائما على البشر، مما يعني أهمية القيام بتجارب سريرية ودراسات أوسع في هذا المجال.