إقتصاد

الأزمة العالمية تتفاقم.. هل المجاعة على الأبواب؟

الأزمة العالمية تتفاقم.. هل المجاعة على الأبواب؟

في عددها الصادر في 20 أيار، نشرت مجلة "ذا إكونوميست" الأميركية الاقتصادية على غلافها صورةً مخيفة، عبارة عن سنابل قمح تحمل الجماجم، تحت عنوان "النكبة القادمة"، بالإشارة إلى أزمة القمح العالمية والتي قد تؤدّي إلى مجاعة في حال استمرت لأمد طويل.

أرخت الحرب الروسية – الأوكرانية بظلالها على سلاسل التوريد، وتركت تبعات على مجالي التغذية والطاقة، خصوصاً وأن الدولتين يعدان من أكبر مصدري القمح والغاز عالمياً، فارتفعت أسعار المنتجين الحيوين، بعدما شحّ وجودهما. ودفعت الأزمة بالمجتمع الدولي إلى البحث عن حلول قصيرة وطويلة الأمد، لتفادي ما هو أسوأ.

لكن وعلى نقيض من مسار الحلول، فإن دولاً بدأت تأخذ احتياطاتها وتلجأ إلى إجراءات أحادية بعيداً عن السياسات العالمية للحفاظ على مخزونها من هاتين السلعتين، كالهند، التي حدّت من تصدير القمح من أجل ضمان اكتفائها الذاتي، الأمر الذي ارتد سلباً على الأسعار، التي ارتفعت مجدداً بقيمة 6% في 16 أيار، بٌعيد قرار نيودلهي، علماً أن الأسعار كانت قد ارتفعت بشكل عام 53% منذ مطلع السنة وحتى شهر أيار.

عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي أنيس ابو ذياب أشار إلى أن "أزمة القمح موجودة نتيجة الحرب، وهي تتفاقم مع الوقت وستترك تبعاتها على المخزون العالمي كما والأسعار، لكن وحتى الآن لا مجاعة في الأفق، خصوصاً وأن باقي دول العالم تُنتج المادة وتصدّرها، لكن بأسعار مرتفعة نسبةً لتكاليف النقل، كما أن المجتمع الدولي سارع للبحث في سبل واستراتيجيات للاستمرار في تأمين المادة وتفادي المجاعة، عبر استصلاح أراضٍ ضخمة وزراعتها، وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى حوض نهر النيل والسودان، وهي مناطق صالحة لانتاج كميات كبيرة".

أما وبالنسبة للبنان، فقد ذكر ابو ذياب في حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "أزمة القمح في لبنان ليست مرتبطة بالأزمة العالمية بشكل كبير، فحاجة لبنان قليلة مقارنة بباقي الدول ويُمكن تأمينها، لكن المشكلة تكمن في فتح الاعتمادات وصرفها، إلّا أن الأسعار تتأثر بالتأكيد، دون أن ننسى وقع ارتفاع سعر الصرف، ما يعني أن أزمتنا داخلية".

وفي هذا الإطار، لفت ابو ذياب إلى أن "لبنان قادر على سد جزء من حاجته من القمح، وذلك عبر زراعة المساحات الواسعة في البقاع، عكار والجنوب، مع العلم ان ذلك لا يؤمّن اكتفاءً ذاتياً، لكنّه يقلل من ندرة توفّر المنتج".

ختاماً، لا بد من الإشارة إلى أن أوكرانيا وروسيا تؤمنان ١٢٪؜ من حاجة العالم من القمح، وفق تقرير المجلة الأميركية.

جاد فياض - جريدة الأنباء الالكترونية

يقرأون الآن