مع وصول سفينة الإنتاج FPSO التابعة لشركة" ENERGEAN" ، الى حقل "كاريش"، عاد ملف ترسيم الحدود والنفط الى الواجهة، بعدما كان قد تراجع الاهتمام به في الاسابيع الفائتة نتيجة تقدم الانتخابات ونتائجها على ما سواها من ملفات داهمة وحساسة!
وتجدر الاشارة الى ان السفينة التابعة لشركة يونانية متعاقدة مع إسرائيل للتنقيب عن الغاز الطبيعي في حقل كاريش النفطي، المتنازع عليه بين لبنان واسرائيل داخل الخط الحدودي البحري رقم 29، الذي تبلغ مساحته 1430 كيلومتراً مربعاً، حيث يعتبر لبنان ان جزءاً كبيراً من الحقل المذكور، يقع داخل الحدود اللبنانية، فيما تصرّ إسرائيل على أنه يقع بأكمله ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.
فهل اصبح النفط اللبناني في خطر؟
يشرح الخبير في شؤون النفط والغاز الدكتور شربل سكاف ان لبنان لم يفقد حقه، لكنه اصبح في موقع اضعف اذ اصبح امام امر واقع، قائلا: على السلطة السياسية في لبنان اليوم ان تبادر بشكل فوري وتحسم الموضوع مرة لكل مرة وتتحمل مسؤوليتها تجاه الناس وتجاه التاريخ.
ويسأل: هل الدولة اللبنانية تريد الخط 29 ام لا؟ قائلا: اذا كانت تريده عليها اخذ الخطوات السريعة من اجل تثبيت هذا الخط عبر خطوتين اساسيتين:
اولا: انذار الشركة بشكل سريع، حيث لا يجوز هنا الدخول في جدل حول الخط 29، بل على لبنان ان يعلن امام الشركة ان لديه حقوق في حقل كاريش، وعليها حفظها او الامتناع عن التنقيب الى حين بت ترسيم الحدود او النزاع البحري بين لبنان واسرائيل. مع الاشارة هنا الى ان مقر ENERGEAN في لندن ومدرجة في بورصتها اي على الدولة اللبنانية توكيل مكتب محاماة هناك للقيام بما يقتضي على المستوى القانوني.
ثانيا: تعديل المرسوم 6433 لجهة تثبيت الخط 29
وردا على سؤال، يوضح سكاف ان السفينة هي للاستخراج وليس للتنقيب اي ان الابار حفرت واتت مرحلة الاستخراج، مضيفا: اذا الدولة اللبناينة لم تتخذ الخطوات لتثبيت الخط 29 فهذا يعني انها تخلت عنه وعليها ان تتحمل مسؤولياتها.
وعن الكلام ان السفينة رست في الجانب الاسرائيلي وبالتالي هي خارج منطقة النزاع، يشرح سكاف انها تستخرج من حقل متنازع عليه، ويجب التعاطي مع الامر على غرار ما حصل في حقل افروديت حيث لم تستخرج اي شركة منه النفط الا بعدما تم بت النزاع بين قبرص واسرائيل، مكررا ان وجود السفينة الجغرافي في منطقة اسرائيلية بحتة خارج النزاع لا يعني انه لا يمكن ان تستخرج من الحقل المتنازع عليه.
ويوضح ان تجهيزات السفينة هي لتسيهل عملية الاستخراج، اذ كان يمكن لاسرائيل ان تستخرج عبر انبوب وتعالجه على البر، حيث ان تقنية FPSO تربط اكثر من بئر بعضها البعض من اجل تسريع عملية الانتاج.
عمر الراسي - أخبار اليوم