مشيرا إلى أن الاشتباكات السياسية والطائفية والرسائل المتبادلة بين الاطراف تشكل عائقا امام تأليف الحكومةوهو امر لن يتوقف بسهولة.
وأوضح رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، في حديث الى برنامج “لبنان اليوم” عبر “تلفزيون لبنان أن المعطى الاساسي في عملية التأليف الحكومي هو دولي مبينا أن المبادرة الفرنسية اخذت موافقة مبدئية من الادارة الاميركية السابقة، الا انها ربطت بشروط ترسيم الحدود البرية والبحرية والاخذ بالاعتبار بطريقة غير مباشرة دفع لبنان الى التطبيع مع إسرائيل وهو امر لم يحصل.
وتابع محفوظ عندما لمس الرئيس (دونالد) ترامب ان المبادرة الفرنسية قد تنجح، شهر سيف العقوبات على لبنان وعلى بعض الاطراف فتعطلت تلك المبادر لافتا إلى أن الزخم النسبي الآن يعود الى تلك المبادرة مع وصول الادارة الاميركية الجديدة ووجود بعض المعطيات الايجابية حيال لبنان.
وعن انفجار مرفأ بيروت قال محفوظ "بعد مرور 6 اشهر على انفجار مرفأ بيروت ستمر 6 اشهر لاحقة ولن يعرف من الذي ارتكب هذه الجريمة في حق اللبنانيين”.
وأشار رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع إلى ان هناك عوامل متداخلة ومتشابكة تحول دون معرفة الحقيقة معتبرها أن هناك نوعا من التعمية حتى الدولية شارحا أنه قيل في فترة أن من فعل هذا الامر جهات غير لبنانية ثم يسحب هذا الكلام فجأة ويسقط احتمال الضربة الاسرائيلية من دون التحقق من مدى صحة هذا الامر، الى جانب الاشتباك السياسي الداخلي والطائفي واحتمال الوصول في موضوع المرفأ الى أمور ترتبط بتأليف الحكومة، بالاضافة الى دور الطبقة السياسية وتأثيرها على القضاء الذي تشوبه سيئات الفساد الذي يعانيه المجتمع اللبناني وارتباطه بالطبقة السياسية.
وطالب محفوظ السلطة السياسية بلملمة جراح الناس وان تهتم بأهالي الشهداء والجرحى الذين سقطوا نتيجة الانفجار بعد قلة اهتمام الدولة في هذا الصدد.
ودعا محفوظ الى الضغط لمصلحة اهالي الشهداء والجرحى الذين يتمتعون بتضامن كل اللبنانيين، وابعاد مطالبهم عن الزواريب السياسية والطائفية، لأن كل اللبنانيين متضررون من الفساد في البلد.
ولفت عبد الهادي محفوظ إلى حصول تفاهمات اميركية – ايرانية حول الملف النووي من ضمنها الاخذ في الاعتبار الوضع اللبناني والتعامل بطريقة مختلفة مع “حزب الله” مع موافقة الحزب على حكومة اختصاصيين، بحسب المبادرة الفرنسية.
واعتبر محفوظ أن مسألة تأليف الحكومة تتسارع في المعطى الدولي بدليل عودة الاميركيين الى الحديث عن مفاوضات الترسيم وحركة السفيرة الاميركية الايجابية في هذا الاتجاه، الى جانب الاتصال البروتوكولي الذي اجراه الرئيس الفرنسي بالرئيس ميشال عون فقط.
وجزم محفوظ بأن لبنان لن يسلم لا الى الوصاية الايرانية ولا الى غيرها من الوصايا مفسرا بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يريد ان يتحكم الاميركيون من دون غيرهم بالنظام الدولي، مع ترك هوامش واسعة للانظمة الاقليمية مع وجود ادوار لايران وتركيا وروسيا.
وتابع محفوظ أنه سيكون هناك تأقلم مع الوضع الايراني، والدور الايراني سيكون اكثر تأثيرا في المنطقة الخليجية اكثر منه في لبنان مشيرا إلى أن المسألة ستبدأ بتخفيف الضغوط عن حزب الله والتعامل الجديد معه من ناحية النافذة الفرنسية والرئاسة اللبنانية، أي ما يحكم العلاقة بين الحزب والتيار الوطني الحر.
واعتبر رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع أن التفاهمات الاميركية الايرانية ستترك اثارا جيدة على الرئيس السوري بشار الاسد مع حماية الاكراد، بخلاف علاقة بايدن مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التي كانت افضل مع ترامب.
منوها بأن سياسة بايدن ترتكز على السياسة التي اعتمدها الرئيس السابق باراك أوباما.
وعن زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إلى مصر رأى محفوظ أن الحريري يحاول انتزاع ضوء اخضر سعودي عبر زيارته لمصر لأن للقاهرة دورا مهما في هذا المجال، وتغليب التفاهمات الداخلية على اي اعتبارات هي عنصر ايجابي للحريري.
وردنا