بعد غياب قسري لعامين فرضها انتشار جائحة "كوفيد 19"، ومأساة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وما تلاه من انهيار اقتصادي ومالي، تعود مهرجانات بيت الدين برسالتها الثقافية وحضورها الفني والإبداعي المتنوع.
فكما واجهت الحرب وآلامها عام 1984 بلغة الانفتاح والسلام والتلاقي وحوار الثقافات وبداعتها، لتتحول ساحة "السلاملك" وساحة الميدان في قصر بيت الدين إلى مساحة عالمية للإبداع الفني الموسيقى والغنائي الاستعراضي، ومسرحاً استضاف كبار المبدعين العالميين من موسيقيين ونجوم الغناء، وأهم وأعرق وأضخم العروض الاستعراضية المسرحية والراقصة، عوضاً عن تكريم كبار الفنانين اللبنانيين والعرب باستذكار مسيرة حياتهم واروع ابداعاتهم، دون أن ننسى ما أضافته لجنة المهرجانات على مدى 35 عاماً من إسهامات أغنت المكتبة الفنية العربية والعالمية من خلال إنتاجها عدداً من العروض المسرحية والغنائية المتنوعة، وكانت محطة لانطلاق جيل جديد من المبدعين الشباب، إضافة إلى معارض متنوعة في الرسم والتصوير والزخارف التي أضاءت على مواضيع حياتية سياسية واجتماعية مختلفة.
تعود مهرجانات بيت الدين 2022 برسالتها، رسالة الحياة، رسالة الإبداع، رسالة التنوع الثقافي، رسالة الفن والغناء، رغم قساوة الواقع الاجتماعي والمعيشي، لتنتعش الحياة مجدداً في بيت الدين، وتصدح أصوات المغنّين وتحاكي نغمات الموسيقى هدوء وديان وهضبات الشوف العامرة بقلوب أهلها. فالمهرجانات تنطلق هذا العام ببرنامج مقتضب ومميز، بمشاركة عدد من الفنانين اللبنانيين الشباب ومعارض فنية رائعة، حيث قررت لجنة المهرجانات أن تفتح أبوابها مجاناً أمام جمهورها تحسساً منها بالواقع الاجتماعي والمعيشي الصعب، وتأكيداً منها على رسالة الثقافة في كل الظروف والأزمنة. وتقام جميع الحفلات الموسيقية في ساحة "السلاملك" الداخلية، من المكان الذي بدأت منه عام 1984.
- أولى ليالي المهرجانات في 13 تموز، مع الموسيقى الكلاسيكية والغناء السوبرانو، تحييها السوبرانو لارا جو خدار وميزو سوبرانو "ناتاشا نصار" مع فرقة " Les Cordes Résonnantes" في برنامج خاص أعدّ ّ لمهرجانات بيت الدين تحت عنوان "إنّه المكان الذي يدخل فيه الضوء"، وتقدّم فيه أروع ما أنتجته كبار مشاهير الأوبرا العالمية، إضافة إلى مقطوعات موسيقية. يقود الأوركسترا الفنان جو ضو الذي تضم فرقته موسيقيين لبنانيين محترفين يتوقون إلى تحقيق وإنجاز موسيقى عالية الجودة.
- ليلة 15 تموز طرب في بيت الدين مع دالين جبور وفرقتها الشرقية.
دالين جبور: (عازفة عود ، مدربة صوتية، عربية كلاسيكية ، مغنية صوفية)، قدمت عروضاً في عدة مسارح لبنانية وشاركت في افتتاح المهرجان الثقافي في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في البحرين. كما شاركت مع فرقة أصيل في إحياء الذكرى المئوية للشيخ يوسف المالاوي على، يرافقها مجموعة من الموسيقيين المتخصصين في مجال الارتجال وفق معايير تخت للموسيقى العربية الكلاسيكية.
- في 16 تموز مع الفنان العالمي "غي مانوكيان" والأوركسترا.
غي مانوكيان حائز على العديد من الجوائز العالمية أهمّها جائزة الموسيقى الأرمنية التي حصل عليها في لوس أنجلوس لأفضل ألبوم رقص، وجائزة أفضل لحن عربي عام 2002، عن ألبوم "حريم" التي نالها في لبنان، بالإضافة إلى أفضل ألبوم رقص في حفل توزيع جوائز الموسيقى العربية الذي أقيم في دبي عام 2003. يقدم مانوكيان العروض في جميع أنحاء العالم، من تشيلي إلى سيدني، ويشارك في أكبر أعمال البوب.
- على هامش ليالي المهرجانات تقام مجموعة معارض للرسم والنحت يتولى تنسيقها الفنان صالح بركات، "Les Oubliés de Beiteddine" عرض منظّم حول موضوع الطبيعة في لبنان (طبيعي/ مش طبيعي)، إضافة إلى معرض المنحوتات في ساحة الميدان والذي سيتم افتتاحه قبل موعد انطلاق المهرجانات في 13 تموز، الساعة السابعة مساء.
فوزي أبو دياب - الأنباء