بعد مرور عامين ونصف العام على أوّل ظهور لـ"كوفيد-19"، يحذر الخبراء من أن المزيد من الأوبئة الكارثية قد تكون في الطريق لأننا نعيش في "عاصفة مثالية للأمراض المعدية الناشئة".
ومع فيروس كورونا، وجدرى القرود، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد، فإن الخبراء يحذّرون من السيناريو الأسوأ والذي يمكن أن يأتي في شكل "المرض X".
ولا يمثل "المرض X" تهديداً فعلياً يواجه العالم، بل هو مصطلح تستخدمه منظمة الصحة العالمية لوصف مرض يحتمل أن يسبب وباء.
وفي ضوء عودة شلل الأطفال، يقول الخبراء إن العالم الآن في بداية "عصر الوباء"، حيث ستكون الأوبئة فيها تهديدات فيروسية ستكون أكثر شيوعًا.
وتبدو المملكة المتحدة بمثابة طبق بتري، حيث أن تهديداً فيروسيًا تلو الآخر يضرب البلاد وخدماتها الصحيّة، حيث أنّه بالإضافة إلى كوفيد، اكتشف كل من جدري القرود، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد، وانفلونزا الطيور، وحمى لاسا، وحمى القرم والكونغو النزفية في أجزاء مختلفة من البلاد.
وبعد العثور على آثار لشلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي في أجزاء من لندن للمرّة الأولى منذ 40 عاماً أخيراً، قال خبير في الأمراض إنه بعد سلسلة من الأحداث الصحية في الأشهر الستة الماضية، من المحتمل أن يكون هناك شيء ما الأفق.
وأشار البروفيسور مارك وولهاوس، أستاذ وبائيات الأمراض المعدية في جامعة إدنبرة، إلى أنه في حين أن تفشي الأمراض الحالية مثير للقلق، "فقد لا تمثل شيئا مقارنة بما يمكن أن يكون قريبا".
وأوضح أن ما سيأتي بعد ذلك هو ما يثير قلق العلماء وخبراء الصحة الذين يحاولون التنبؤ بالفيروس المقبل والاستعداد له.
وقال البروفيسور بول هانتر من جامعة إيست أنجليا لصحيفة "التلغراف": "من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين ينتقلون من هذا البلد إلى بلدان أخرى ويعودون هم المحرك الأكبر لاستيراد الأمراض. نحن بحاجة إلى الاهتمام، لتعزيز التأهب للوباء والحفاظ على أنظمة المراقبة لدينا، و عندما يتعلق الأمر بالمرض، فنحن لسنا جزيرة وسيكون من الخطأ اعتبار أنفسنا كذلك".
وفي العام الماضي، حذرت منظمة الصحّة العالمية من أن الوباء القادم قد يكون "على مستوى" الموت الأسود "الذي قتل ما يقارب 75 مليون شخص بين عامي 1346 و1353.
وأضاف البروفيسور وولهاوس: "كان أوائل القرن الحادي والعشرين عاصفة مثالية للأمراض المعدية الناشئة، وكل شيء يشير إلى احتمال انتشار المزيد والمزيد من الفاشيات. جميع دوافع تفشي المرض تزداد سوءا في الواقع، وليس أفضل بمرور الوقت".
ويقال إن العلماء يعتقدون أن الوباء القادم سيكون بسبب أمراض "حيوانية المنشأ" تحدث عندما تأتي العدوى من الحيوانات إلى البشر.
ومن المحتمل أن ترجع العوامل الكامنة وراء انتشار الفيروسات الجديدة والحالية إلى الاقتصادات المتنامية للدول غير المتطورة سابقا، والنمو السكاني، وزيادة التجارة في الحياة البرية، وانتقال الإنسان إلى الأدغال والغابات.