بالتزامن مع مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، وكذلك الإجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت، أتى إرسال حزب الله للمسيّرات باتجاه حقل كاريش ليخترق المشهد السياسي ويتقدم في أولويات المتابعة والتحليل. فحزب الله أراد من خلال خطوة المسيرات إيصال رسالة لإسرائيل إعتبرها في بيانه أنها وصلت. بينما ردت تل أبيب بأن ما قام به الحزب يعّرض قدرة لبنان على التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود.
القراءة الدقيقة لما جرى بالأمس قد تتضح أكثر عندما ينقل الوسيط الأميركي الردّ الإسرائيلي على المقترحات اللبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية، وبالتالي معرفة ما إذا كانت إسرائيل ستواصل العمل في حفر البئر قبل التوصل إلى اتفاق مع لبنان.
وفيما استبعد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إمكانية وقوع حرب تعليقا على موضوع المسيرات، منبّهاً إلى أن العدو الإسرائيلي لا يقصّر في انتهاك الاجواء اللبنانية، أشارت مصادر سياسية متابعة لـ "الأنباء" الإلكترونية إلى ان ما جرى في أجواء كاريش "يمكن وصفه برسالة عسكرية سياسية، فاسرائيل باشرت استخراج الغاز من حقل كاريش، وحزب الله يعرف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أجرى مفاوضات بهذا الشأن امتدت لأكثر من عشر سنوات وقد أعلن عن ذلك مرارا وتكراراً، ومن غير الممكن ألا يكون بري قد وضع حزب الله في أجواء اتصالاته، وهو كان أعلن عن اتفاق الإطار بنفسه". واعتبرت المصادر أن "إطلاق حزب الله وغيره للمسيرات لن يؤدي الى تطورات عسكرية".
جريدة الأنباء الالكترونية