ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب في بداية اجتماع اللجنة الوزارية لفيروس كورونا تأكيده بأن يوم الأحد القادم هو يوم نهاية الاقفال العام معتبرا أن يوم الإثنين لن يكون يوما عاديا.
وشدد دياب على الاستمرار في تطبيق إجراءات تمنع العودة إلى ما قبل الإقفال العام منوها بأنه سيتم فتح البلد جزئيا مع تطبيق تدابير صارمة مشيرا إلى أنه سيكون هناك إكما لإقفال بعض القطاعات، فتح بعض القطاعات جزئيا والسماح لبعض القطاعات بالعمل وفق شروط محددة.
وكشف دياب عن الخطط الأربعة التي اعتمدت لمواجهة الوباء في المرحلة المقبلة والتي تبدأ بخطة فتح البلد تدريجيا موضحا انه لايمكن المغامرة بفتح البلد كليا دفعة واحدة.
الخطة الثانية وهي خطة ما بعد مرحلة الإغلاق، وهي تتضمن ثلاثة برامج: برنامج تكثيف فحوص PCR، برنامج التتبع لمحاصرة الوباء، وبرنامج زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات.
بالإضافة إلى الخطة الثالثة وهي خطة الطوارىء الصحية التي تتضمن تأمين أجهزة التنفس الاصطناعي إلى المنازل، بالتعاون بين الصليب الأحمر اللبناني والبلديات اما الخطة الرابعة فهي خطة التلقيح الوطنية التي وضعتها وزارة الصحة.
وذكر دياب أن قرار الاقفال العام الذي حصل منذ شهر جاء بعدما وصل البلد إلى حافة الانهيار في القطاع الصحي بسبب انتشار وباء كورونا القاتل مؤكدا أن الإقفال كان بهدف منع الانهيار لافتا إلى أن عدد الإصابات في العناية الفائقة كان قد وصل إلى أعلى سقف من قدرة القطاع الصحي اللبناني على التعامل معه واحتوائه ومشيرا إلى أن عدد الوفيات كان يزيد يوميا، والوضع كان قد وصل إلى حدود مخيفة.
وأضاف دياب أن قرار الاقفال كان بسبب ان الكثير من الناس لم يلتزموا الحد الأدنى من شروط الحماية الصحية من وباء كورونا. منوها بأنه لو التزم الناس تدابير الحماية كان يمكن لذلك أن يساعد كثيرا في منع الوصول إلى قرار الإقفال.
وبين دياب أنه وخلال شهر الإقفال، كانت نتائج المرحلة السابقة تظهر يوميا، عدد الإصابات ارتفع بشكل كبير، عدد الحالات الحرجة كان يزيد بشكل حاد، وعدد الوفيات كان يسجل أرقاما مرتفعة. نسبة الفحوص الإيجابية ارتفعت بشكل ملحوظ إلى حوالى 22 في المئة، بعدما كانت في آخر يوم من سنة 2020 حوالى 13.5 في المئة. عدد الحالات في العناية الفائقة كان في آخر السنة الماضية حوالى 450 شخصا، بينما اقترب عدد الحالات اليوم من حدود الألف شخص. عدد الأشخاص على التنفس الإصطناعي كان حوالى 140 شخصا، بينما صار عدد هذه الحالات اليوم حوالى 350 شخصا. عدد الوفيات كان في آخر يوم من السنة الماضية 12 شخصا، بينما وصل العدد اليوم إلى أكثر من ثمانين شخصا. كانت نسبة الوفيات حوالى 0.75 في المئة، مقارنة مع المعدل العالمي الذي يبلغ 2.18 في المئة، بينما وصل المعدل اليوم في لبنان إلى نسبة الواحد في المئة منوها بأن كل هذه المؤشرات السلبية ناتجة من المرحلة التي سبقت الإقفال.
وتابع دياب ما استطاعت الحكومة فعله في هذا الإقفال هو وقف الانهيار ولجم المؤشرات السلبية. مشيرا إلى أنه خلال الأيام المقبلة، يفترض أن نبدأ برؤية التراجع في هذه المؤشرات، خصوصا أن الإقفال العام نجح في خفض معدل العدوى من 2.7 إلى واحد، وهذا مؤشر إيجابي يبنى عليه.
وتوجه دياب بالشكر إلى الجسم الطبي وكل العاملين في المواجهة مع وباء كورونا، في مختلف مواقعهم، والذين يقومون بجهد كبير في خدمة وطنهم وإلى اللبنانيين الذين تحملوا فترة الإقفال وصعوباتها الاجتماعية والمعيشية والنفسية منوها بأن القسم الأكبر من اللبنانيين التزم هذه المرة طوعا، كان هناك شعور بالمسؤولية عند الأكثرية الذين احترموا بإرادتهم قرار الإقفال العام والتدابير التي وضعت.
وشدد دياب على أن المسؤولية الحقيقية بمواجهة كورونا هي مسؤولية فردية أولا، ومجتمعية ثانيا، ورسمية ثالثا منوها بأنه لا يجب أن نفترض أننا تجاوزنا الخطر.
وأردف دياب نحن في مرحلة دقيقة جدا. ولذلك، مضطرون إلى الاستمرار في بعض التدابير، لا نستطيع التعامل باستخفاف مع هذه المرحلة مشيرا إلى أن المطلوب من اللبنانيين أن يستمروا في تحمل المسؤولية الشخصية والمسؤولية المجتمعية، والتزام التدابير التي تحميهم وتحمي أهاليهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم في هذه المرحلة الفاصلة عن انطلاق حملة التلقيح الوطنية للحماية من وباء كورونا بحسب خطة وزارة الصحة لافتا إلى أنه بعد عشرة أيام تبدأ هذه الحملة، وستستمر حتى تأمين المناعة للبنانيين من هذا الوباء القاتل.
وأشار دياب إلى أنه سيكون هناك اعتراضات على قرار فتح البلد جزئيا، وسيكون هناك من يرفض أن نفتح البلد، وهناك من يرفض الاستمرار في إقفال بعض القطاعات. لكل فئة وجهة نظرها ونحترمها مؤكدا أن حياة الناس أهم من كل الحسابات وأن الخوف الذي عاشه المصابون وأهاليهم أقوى من كل رأي أو حجة أو وجهة نظر ودمعة الأهل على خسارة فرد من العائلة، وجعها أكبر من أي نظرية.
وأكد دياب أن عدد الوفيات في فيروس كورونا بلغ حوالي ٣٥٠٠ شخص مشددا على عدم التساهل في هذه المواجه مضيفا أن الهم الأساس هو حماية أهلنا وعائلاتنا ومجتمعنا، هذه المواجهة في مراحلها الأخيرة واللقاحات سوف تساعد على تحدي هذا الوباء والانتصار عليه.
وردنا