منذ بدء التصعيد الأخير في المواجهة بين حزب الله وإسرائيل ألغت كل شركات الطيران الأجنبية رحلاتها من وإلى بيروت، وبقيت شركة "طيران الشرق الأوسط" الوطنية الناقل الجوي الوحيد الذي يربط مطار بيروت، وهو المطار الوحيد في البلد الصغير، بالعالم.
على حسابها على إنستغرام، نشرت تناز آغا صورة التقطتها من نافذة طائرة أقلعت بها من بيروت بعد وقوع غارات جوية مدمّرة قرب المطار، وأرفقتها بتعليق "فخورة بطيران الشرق الأوسط" الذي يواصل تسيير رحلات من وإلى العاصمة اللبنانية رغم القصف الإسرائيلي اليومي المتواصل منذ أكثر من أسبوعين.
وقالت آغا (46 عاما) التي سافرت في يوم اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في سلسلة غارات في حارة حريك في 27 أيلول/سبتمبر : "كنت على الجسر المؤدي إلى المطار عندما دوّت الانفجارات، كانت تجربة مروعة للغاية".
وأضافت أنها وصلت "مرعوبة" إلى قاعة المغادرة. هناك، وجدت موظفين "اعتنوا بنا وببعضهم بعضا"، رغم "أننا كنا نراهم في الوقت نفسه يتلقّون اتصالات من عائلاتهم وعيونهم اغرورقت بالدموع"، على حدّ قولها.
وأقلعت طائرتها المتجهة إلى قبرص في موعدها. من نافذة الطائرة، كانت أعمدة الدخان المتصاعدة من حارة حريك ومحيطها ظاهرة.
وأوضحت آغا، التي عملت منسّقة معارض فنية وتدير مؤسسة عائلية، أنها أرادت من الصورة التي نشرتها وبدت فيها الأرزة التي تمثّل شعار شركة الطيران، على مقدمة جناح الطائرة، أن تقول كم كانت "فخورة بالسفر على متن طيران الشرق الأوسط، فخورة بكوني لبنانية قادرة على السفر على متن خطوط طيران بلدي في زمن الحرب، مع علمي أنهم سيعتنون بنا وينقلوننا إلى برّ الأمان".
وتابعت: "كنت أعلم أيضاً أن الطائرة ذاتها ستعود أدراجها في غضون ساعات مع الطاقم إلى منطقة تشهد حرباً".
على غرار آغا، نشر مسافرون خلال الأيام الماضية صوراً من داخل الطائرات أثناء هبوطها وإقلاعها، بعد أو قبل أو خلال تنفيذ إسرائيل غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، مع سحب دخان أسود ترتفع من مكان قريب من المدرج، وكرات من النار ليلاً. وأشادوا بشجاعة طواقم الطائرات "الأبطال" وبإقدامهم رغم المخاطر.
وأظهر البثّ المباشر لعدة وسائل إعلام مراراً طائرات تقلع أو تهبط في المطار أثناء دوي غارات عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية.
إلا أن هذا الفخر لا يمنع الشكاوى من ارتفاع أسعار بطاقات السفر مع احتكار شركة طيران الشرق الأوسط سوق السفر في لبنان.