لبنان

ماذا لو حمل هوكشتاين صيغة للترسيم لم يوافق عليها لبنان؟

ماذا لو حمل هوكشتاين صيغة للترسيم لم يوافق عليها لبنان؟

قبل مضي 24 ساعة على كلام أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في الشق المتعلق بمفاوضات ترسيم الحدود أعلنت إسرائيل الإستنفار الأمني حماية لحقل كاريش المتنازع عليه مع لبنان. يدرك الإسرائيلي أن ما قاله السيد نصرالله لم يدرج في باب المناورة خصوصاً إذا ارتبط بمواعيد زمنية محددة. في حديثه المتلفز هدّد السيد صراحة «إذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول، قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل». معلناً: «وضعنا هدفاً وذاهبون إليه من دون أي تردد، وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه».

شكك في النتائج المترتبة على المفاوضات الجارية بشأن ترسيم الحدود البحرية معتبراً أن «الأميركيين أدخلوا لبنان في دوّامة المفاوضات، فيما «إسرائيل» حفرت الآبار، ونقّبت عن الغاز، وتستعدّ لاستخراجه»، مشدداً على أنّ «الولايات المتحدة ضغطت على الدولة اللبنانية من أجل القبول بخط «هوف»، أو بالطرح الإسرائيلي للحدود البحرية». جازماً بأن «ما تريده الدولة اللبنانية يمكنها أن تحصل عليه الآن، وليس غداً»، مضيفاً أنّه «لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البرّ لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة». ومحدداً أنّ «المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية، ورفع الفيتو عن الشركات التي تستخرج النفط». قال نصرالله صراحة: «وضعنا هدفاً وذاهبون إليه من دون أي تردد، وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه» كاشفاً عن «وجود نوع من المسيّرات بحوزة الحزب يمكنها أن تذهب وتعود من دون أن يسقطها العدو» وهدّد بإمكانية أن يهاجم «حزب الله» منصات الغاز الإسرائيلية وعدم الاكتفاء بمنصة كاريش وحدها. وقال إن لدى «حزب الله» القدرة على ردع العدو وضرب الأهداف التي يريد ضربها في أي مكان في بحر فلسطين المحتلة وفي البر».

حدّد نصرالله خارطة طريق لعودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين المحتملة الأسبوع المقبل الى لبنان. وفيما يسود التفاؤل بإمكانية أن يحمل معه جواباً إسرائيلياً على المقترح اللبناني الذي حمله بشأن الترسيم البحري فإن أوساطاً على صلة بالملف استبعدت أن يحمل هوكشتاين جواباً إسرائيلياً إيجابياً على اعتبار أن لبنان لم يبلِّغه صيغة واضحة متفقاً عليها للترسيم وان المشكلة ستتعمق في حال كانت أجواء الوسيط الأميركي سلبية في وقت تصرّ إسرائيل على استكمال عمليات التنقيب على الحدود استباقاً لفصل الشتاء وربطاً بأزمة الطاقة والغاز التي تهدد أوروبا والتي تبحث لها أميركا عن حلّ يمكن أن يكون الغاز الإسرائيلي أحد أوجه حلها. مواقف نصرالله التي أتى وقعها مشابهاً لوقع إطلاق المسيّرات فوق كاريش وأخطر بعداً قوبلت بصمت رسمي فيما كان موقف لبنان الرسمي المتعلق بمفاوضات الترسيم بمعالمه النهائية يُرسم من خلال مواقف أمين عام «حزب الله» الذي حدد فترة زمنية هي الثاني من أيلول وإلا فإن لبنان سيكون أمام مشكلة بالغة الخطورة خصوصاً اذا كان أي رد إسرائيلي لا يلقى قبولاً من «حزب الله».

تأهّب «حزب الله» قابله تأهّب إسرائيلي مماثل حيث أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن قيام القوات العسكرية في الأشهر الأخيرة بمناورات على مجموعة من السيناريوات ومن بينها هجوم بالصواريخ على أهداف في المنطقة البحرية الاقتصادية.

و ذكر موقع واللا الإسرائيلي أن جهاز الأمن الإسرائيلي رفع حالة التأهب حول منصات حقل «كاريش» على خلفية عدم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان في ترسيم الحدود البحرية. وأضاف الموقع، «في هذا السياق تقرر تشكيل «هيئة متعددة الأذرع»، تضم وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات، بهدف الاستعداد لاحتمال أن يحاول «حزب الله» تنفيذ عملية عسكرية أو استفزازات ومنع استخراج الغاز».

وقال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، «إننا نسعى لحلّ مع لبنان بشأن المناطق البحرية المتنازع عليها» واعتبر أن «أمين عام حزب الله حسن نصرالله يعيق التوصل لحلّ وهو من سيلحق الضرر بالطاقة ووضع اللبنانيين» آملاً «ألا نتدهور إلى حرب أو أيام قتال لكن علينا الدفاع عن قدرتنا على استخراج الغاز من دون المسّ باللبنانيين».

بجدية تتعاطى اسرائيل مع تهديدات نصرالله الذي أرسى قواعد ردع جديدة لإسرائيل في مفاوضات الترسيم ومنح الموقف الداخلي اللبناني حصانة وقوة على أبواب عودة الوسيط الاميركي. عملياً دخلت المفاوضات مع الإسرائيلي مرحلة الجد. التأهب الذي أعلنه «حزب الله» والجانب الإسرائيلي كفيل بتوقّع اندلاع الحرب في اية لحظة لكنها أيضاً يمكن أن تحمل بوادر حل قريب والعبرة في ما سيحمله هوكشتاين وموقف لبنان و»حزب الله» منه.

غادة حلاوي - نداء الوطن

يقرأون الآن