يستمر مسلسل الهجرة غير الشرعية من مناطق الشمال في مؤشر إلى أن حادثة غرق زورق في الميناء قبل أشهر لم ولن تمنع اليائسين من هذا البلد من مغادرته بأي شكل من الأشكال. إذ ما زالت حركة الهجرة غير الشرعية نشطة والمراكب تمخر عباب المتوسط ذهاباً وإياباً نحو أوروبا متى أمكن ذلك.
جديد الأمر المركب الأخير الذي توجه إلى أوروبا وتم توقيفه في تركيا وما يثار حوله من ضجة إعلامية.
ليس الزورق الذي أوقف في تركيا قبل أيام هو الأول ولن يكون الأخير. فقبل أيام قليلة؛ خرج زورق من بحر عكار وقصد اليونان وعلى متنه العشرات من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، ويحكى عن أن هناك عدة زوارق تستعدّ للمغادرة في الأيام المقبلة.
أما بخصوص الزورق الذي أوقفته السلطات التركية والقادم من الشمال اللبناني، فإن معلومات أكدت أن هناك شبكات سورية - لبنانية تعمل معاً وهي تنشط بقوة في الفترة الأخيرة، حيث أن مركباً أتى من داخل الأراضي السورية إلى منطقة العريضة في عكار ونقل قرابة الـ 100 شخص من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية مع أغراضهم ومؤونتهم عند الساعة الثانية من فجر الأربعاء الماضي، وأبحر بهم باتجاه طرطوس السورية ومن هناك إلى حدود أوروبا. هذا المركب كاد يغرق وفق المعلومات ولكن بحرية إحدى الدول الأوروبية عملت على إنقاذه، بعدما سيطر الرعب على ركابه وطلبوا النجدة.
وفي السياق، كشفت معلومات عن وجود تغطيات أمنية لنافذين يعملون على تهريب المواطنين، إذ ليس باستطاعة أي مركب أن يغادر البحر شمالًا ولا تكشفه الرادارات المنتشرة في العريضة والقليعات وتربل والميناء وغيرها.
وتضيف المعلومات: هناك شراكة ما بين شخصيات سورية ولبنانية في هذا الأمر، ولولا ذلك لما استطاعت هذه المراكب اجتياز البحر من لبنان إلى سوريا بهذا الشكل. أما الأشخاص الذين يهربون في البحر فهم غالباً ما يبيعون أثاث منزل أو سيارة أو ذهب لتأمين كلفة الرحلة التي وصلت إلى حدود الـ 7 آلاف دولار عن كل شخص على متن الرحلة، ويتم جمع عدد ما بين 70 - 100 راكب في كل مركب، وقد قام المهربون أخيراً بتجهيز مراكبهم بتقنيات عالية ولذلك رفعوا كلفة الرحلة. عمليات التهريب تحصل بعد منتصف الليل وهناك من يقومون بتأمين الحماية لهذه المراكب مثلما أن هناك من يقودها ومن يؤمّن زبائن السفر. أما الأماكن أو النقاط الشمالية التي تنطلق منها هذه الرحلات في العادة فهي: المنية بور طبو، سقي البداوي، الميناء، العبدة، العريضة، الشيخ زناد، مرفأ طرابلس، دير الناطور وأنفة.
نداء الوطن