يوماً بعد يوم، تدخل البلاد أكثر فأكثر في أجواء الانتخابات الرئاسية. فالاستحقاق الذي انطلقت محرّكات القوى السياسية قاطبة، في الكواليس وفي العلن، على خطّ الاعداد له، سيفرض ايقاعه تصاعديا على الساحة المحلية، الى ان يستحوذ بالاهتمام الشعبي والسياسي كاملا، في مطلع ايلول موعد تحوّل مجلس النواب هيئةً ناخبة. لكن من الآن وحتى ذلك التاريخ، الملفات التي ستؤثر في مآل الانتخابات المنتظرة وفي هوية الرئيس العتيد، ستتزاحم وستكون مدار رصد دقيق، من مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، وصولا الى مفاوضات فيينا النووية، مرورا بالحوار السعودي - الايراني، بما ان لبنان اعتاد على مر تاريخه، الحديث أقلّه، ربطَ استحقاقاته الداخلية بتطورات المنطقة والعالم.
الاتصالات تتكثف: بينما حظوظ تشكيل حكومة تتضاءل تباعا وقد باتت صفرا تقريبا، الخشيةُ كبيرة من ان يكون هذا العجز مقدّمة لعجز على المستوى "الرئاسي" ايضا يكثر الحديث عنه، يدفع ثمنَه لبنانُ المنهار وناسه الجائعون، سيما وأن الوضعية هذه، تنبئ بجدال دستوري حول صلاحيات حكومة تصريف الاعمال في ظل الفراغ في سدة الرئاسة الاولى. من جانبها، تقول مصادر سياسية مطّلعة ان الاتصالات التي بدأت لبلورة صورة الانتخابات الرئاسية، ستتكثف في قابل الايام. فبعد التقارب بين كليمنصو والضاحية، التواصلُ على خط النواب المعارضين لثنائي العهد - حزب الله، سيتخذ ابعادا جديدة بدفع من القوات اللبنانية المصرّة على التواصل مع كل المعارضين اكانوا من التغييريين او المستقلين او الحزبيين لرص الصف ومنع وصول مرشح 8 آذار الى بعبدا. حتى ان هذه الاتصالات ستشمل المختارة التي ترفض معراب اعتبارَها في الخندق الآخر، خاصة وان رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط أعلن ان هناك تباينات مع حزب الله.
هذه الحركة التنسيقية التشاورية ستدور ايضا في كواليس 8 آذار. فحتى الساعة، الحزبُ لم يحسم موقفه ولا اسم مرشحه، وقد بدأت هذه الضبابية تثير الخلافات من جديد، بين كل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الطامحَين الى الرئاسة والى كسب دعم الضاحية لترشيحيهما.
ليس بعيدا، وفي انتظار ما سيقوله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في شأن الاستحقاقات الداخلية في عظته غدا، حط اليوم النائب باسيل في الديمان حيث استقبله الراعي. وإذ بدا باسيل بكلامه وتمسّكه بالرئيس صاحب التمثيل الفعلي، يقطع الطريق على فرنجية.
المركزية