مدينة غريبة تقسمها حدود بين بلدين

بالنسبة لمعظم الناس، يُعدّ الاستيقاظ والاستحمام والخروج لشراء البقالة روتيناً منتظماً في الصباح، ولكن بالنسبة لسكان هذه المدينة، فهو أمر يتضمن عبور العديد من الحدود الجيوسياسية.

بارلي هيرتوغ هي جيب بلجيكي يقع على الحدود مع هولندا، والذي يضم في حد ذاته جيوباً هولندية أصغر تسمى بارلي ناساو. وعندما تتجول حول المدينة الصغيرة ستشعر وكأنها كأي مدينة أخرى، لكن إذا نظرت إلى الأسفل ستجد الأرض مليئة بخطوط مربكة تشير إلى 24 ملحقاً صغيراً من الأرض لكل بلد.

وفي بعض الحالات، تعبر الحدود مباشرة وسط المنازل، مما يعني أنه يمكن للسكان طهي وجبات الطعام في بلد ما وتناولها في بلد آخر. المدينة لديها سياسة "الباب الأمامي"، مما يعني أن بلدك هو الذي يقع فيه الباب الأمامي لمنزلك. لكن في عدد قليل جداً من الحالات، تعبر الحدود مباشرة عبر تلك الأبواب.

ويوجد في بارلي - هيرتوغ وبارلي - ناسو حكومتان ومجلسان وعمدتان ومدرستان، ويتم أيضاً التحدث بلغتين الفلمنكية والهولندية اعتماداً على مكان وجود قدميك - على الرغم من أن معظم السكان تعلموا التحدث بكلتا اللغتين.

وفي عام 2020، وخلال ذروة أزمة كورونا، فرضت الحكومة البلجيكية قواعد تتطلب من جميع الأشخاص ارتداء أغطية الوجه في الأماكن العامة مثل المتاجر، بينما طلبت هولندا الأقنعة فقط في وسائل النقل العام. ومع وجود بعض المتاجر التي تعبرها الحدود مباشرة، فقد ترك العديد من السكان في حيرة من أمرهم.

التناقضات الأخرى التي تواجهها المدينة تشمل القوانين المختلفة. وفي حين أن الألعاب النارية ممنوعة من البيع العام في هولندا، فإن القواعد أكثر مرونة في بلجيكا، ونتيجة لذلك، يمكن العثور على العديد من متاجر الألعاب النارية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة.

ويعود تاريخ بارلي هيرتوغ وبارلي ناساو إلى عام 1198، عندما قام هنري الأول، دوق برابانت، بتقطيع الأرض. وبعد حوالي 632 عاماً، أصبحت بلجيكا مستقلة عن هولندا، مما أدى إلى عقود من الجدل حول المكان الذي يجب أن تقع فيه الحدود في المدينة. وتمت تسوية الحدود أخيراً في عام 1995، مما يعني أن عمر المدينة كما هو الآن أقل من 30 عاما.

وفي الوقت الحاضر، تجتذب المدينة العديد من السياح على الرغم من صغر حجمها، ويسعى الكثير منهم إلى إثارة التنقل من بلد إلى آخر. وبالنسبة للمقيمين، يمكن أن تصبح مباريات كأس العالم لكرة القدم شديدة التوتر، وفق صحيفة "ميرور" البريطانية.

يقرأون الآن