أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، بأن "كبار الدبلوماسيين الغربيين، الذين يخشون أن تتحول "الحملة" في لبنان إلى حرب طويلة الأمد، يدعون إسرائيل إلى إغتنام الفرصة والتوجه نحو تسوية سياسية، بعد "الإنجازات" التي حققتها في لبنان".
وأشارت إلى أن المحادثات معهم ترسم صورة مقلقة لانعدام الثقة في خطط إسرائيل بشأن لبنان، وعلى هذه الخلفية من الممكن أيضاً تقييم مدى المعارضة القوية من جانب "اليونيفيل"، قوة حفظ السلام العسكرية نيابة عن الأمم المتحدة، للامتثال للقرارات الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل ترفض حالياً هذه الدعوات، وقد صرح وزير الدفاع يوآف غالانت أن المفاوضات لن تجرى إلا تحت إطلاق النار، على غرار التصريحات السابقة حول هذه القضية خلال القتال ضد حركة "حماس" في غزة، لكن في الغرب، يطالبون إسرائيل بالاستفادة من الفرصة الحالية والتوصل إلى تسوية.
وأوضح الدبلوماسيون الكبار في الغرب، بحسب ما ذكرت "يديعوت أحرنوت"، أن "هناك خوفاً كبيراً في المجتمع الدولي من أن العملية البرية الإسرائيلية سوف تتعمق وتتسبب في سقوط ضحايا بين المدنيين اللبنانيين وأيضاً بين قوات اليونيفيل".
ووفقا لهم، "هناك استعداد في المجتمع الدولي لتوسيع ولاية اليونيفيل، ولكن لتحقيق ذلك علينا الجلوس للمفاوضات. وأي احتلال للبنان سيكون خطأ كبيرا وسيعطي مبرراً لحزب الله لمواصلة العمل". وأضافوا: "للأسف إسرائيل لا تتحدث مع أحد، وبالتالي ترفض قوات اليونيفيل الإخلاء لأن هذا من ناحية يتعارض مع تفويضها، ومن ناحية أخرى فإن الإخلاء سيكون بمثابة إذلال لها".
وأوضح الدبلوماسيون الكبار أنه على الرغم من الضربة القاسية التي تلقاها "حزب الله"، إلا أنه لديه قيادة يمكنها اتخاذ قرارات مثل نائب أمينه العام نعيم قاسم، مشيرين إلى أن "العديد من اللبنانيين يرغبون في رؤية حزب الله يختفي. لكن الاحتلال الإسرائيلي للبنان سيكون خطأً لأنه سيعطي حزب الله مبررًا للتصرف"، معتبرين أن "إسرائيل لن تحقق كل أهدافها في لبنان. لقد حققت نجاحا ضد حزب الله ويجب أن يستخدم هذا كوسيلة للتوصل إلى اتفاق".