لم تطل مدة الطوابير على أبواب محطات المحروقات التي رفعت خراطيمها في اليومين الماضيين وسيّجت مداخلها بحبال مدعّمة، بحجة عدم وجود بنزين لدى اصحاب المحطات، بل بدأت تتقلّص بدءاً من بعد ظهر أمس إثر زيادة وزارة الطاقة تسعيرة البنزين 16 ألف ليرة بعد أن خفضتها بالقيمة نفسها في جدول أسعار المحروقات الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي.
وكانت وزارة الإقتصاد قامت بجولات صباحية أمس، أجبرت خلالها محطات محروقات في النبطية على فتح أبوابها فيما سطّرت محاضر بحق أخرى، إلا انه بعد فترة الظهيرة عادت المحطات وفتحت أبوابها تلقائياً بعد أن اطمأنت الى أن سعر الصفيحة عاد وارتفع 16 ألف ليرة.
أما بالنسبة الى الموزعين وأصحاب المحطات، فكانت ولا تزال عيونهم شاخصة على مصرف لبنان لإيجاد حلّ لمطلبه تسديد الشركات المستوردة للمحروقات دفعة واحدة لتحويلها عبر "صيرفة"، بدل دفعات ثلاث تودع في حساب المستورد في المصرف وفي أوقات متفاوتة، إلا أن هذا الأمر حسم من مصرف لبنان كما علمت "نداء الوطن" وتمّ الإتفاق بين الشركات المستوردة للنفط وحاكمية مصرف لبنان على تلك المسألة ولن يصدر بالتالي البنك المركزي أي حلّ أو قرار مغاير.
وأوضح عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج براكس لـ"نداء الوطن" أنّ هذه التقنية كان معمولاً بها في السابق حين كان سعر صفيحة البنزين نحو 25 ألف ليرة، أما الكلفة اليوم للاستيراد فهي مرتفعة جداً ولا يمكن تحمّلها من قبل المستورد، اذ بات عليه أن ينتظر توزيع الكمية الموجودة لديه بالكامل ليصار الى استيراد باخرة أخرى وصرف الأموال التي بحوزته بالليرة اللبنانية الى دولار عبر "صيرفة" ما سيؤدي الى إرباك في توفّر المادة".
الى ذلك، تابع مصرف لبنان خطّة سحب يده من خلال "صيرفة" في عملية استيراد المحروقات، اذ بعد أن كان المستوردون يستحصلون على نسبة 85% من فاتورة المحروقات المستوردة وفق دولار صيرفة و15% وفق سعر السوق السوداء، أجرى تعديلاً إضافياً أمس وباتت النسبة 30% من السوق السوداء و70% من "صيرفة" وهكذا سيتابع مصرف لبنان اعتماد تلك الآلية، لتصبح عملية الإستيراد وفق سعر الدولار الموازي بنسبة 100%، علماً أن مصرف لبنان يستخدم أموال الـsdr التي تشارف بدورها على النفاد. عندها ستولد مشكلة جديدة وهي مطالبة أصحاب المحطات والموزعين بتسعير البنزين بالدولار، فينضمون بذلك الى قطار الدولرة السريع الذي تسير به كل القطاعات.
وبالتوازي شكّل الدولار محور الحدث بدوره أمس، اذ سجّل سعر صرفه قفزة كبيرة وبلغ نحو 32500 ليرة لبنانية مساءً. ويأتي هذا الإرتفاع رغم استمرار موسم السياحة ووجود السيّاح في البلد، ويبدي المستشار المالي غسان شماس لـ"نداء الوطن" خشيته من ارتفاعه بعد اسبوعين أو ثلاثة أي بعد مغادرة المغتربين والسيّاح البلاد "إلى مستويات سيصبح من الصعب إعادة خفضها".
باتريسيا جلّاد - نداء الوطن