صحة

أول عملية زراعة لكامل الوجه والعينين في إنجاز تاريخي

أول عملية زراعة لكامل الوجه والعينين في إنجاز تاريخي

نجح فريق جراحي في إجراء أول عملية زراعة كاملة للوجه والعينين في العالم، ما يمثل تقدّماً علمياً كبيراً ويُعتبر إنجازاً جراحياً تاريخياً.

أُجريت هذه العملية على أحد المحاربين القدامى. وتفتح الباب أمام الإمكانيات المستقبلية في عالم زراعة العيون وتعطي أملاً لكثيرين، ومنها استعادة الرؤية.

وشارك أكثر من 140 متخصصاً طبياً في هذه العملية بقيادة الدكتور إدواردو دي. رودريغيز، المدير الطبي لبرنامج زراعة الوجه في مركز "لانغون هيلث" التابع لجامعة نيويورك (NYU Langone Health).

باستخدام تقنيات مبتكرة في الجراحة المجهرية للأوعية الدموية، تمكن الفريق من إعادة تدفق الدم إلى الوجه والعين المزروعين، ما يعني ضمان استمرارية وظائفهما. صحيح أن الهدف من هذه العملية لم يكن استعادة البصر، إلّا أن هذا الإنجاز يفتح آفاقاً جديدة لعمليات الزرع المعقّدة ومنها استعادة الرؤية.

في "المؤتمر الإكلينيكي لكلية الجراحين الأميركيين" الذي يُعقد في سان فرانسيسكو في كاليفورنيا بين يومي 19 و22 تشرين أول (أكتوبر) 2024، سيشرح الفريق الجراحي من مركز "لانغون هيلث" تفاصيل تلك العملية الجراحية المركَّبَة، بحسب ما نشر موقع "نيوروساينس" (Neuroscience.)

يقوم الدكتور إدواردو رودريغيز بوضع علامات على مواقع الجراحة على المريض.

نجح الفريق الجراحي نفسه بإجراء تلك العملية في عام 2023، لكن زرع الوجه تحقق آنذاك بشكل جزئي. وعبر تدخّلات طبية متوالية، وصل النجاح إلى تحقيق الزرع الكامل، مع تركيز خاص على الحفاظ على تركيبة من الأوعية الدموية، تستطيع الإيفاء بحاجات الأنسجة والعضلات والأعضاء المختلفة والمعقّدة في الوجه، بما في ذلك العين. وبالتالي، تُعتبر العملية تقدّماً كبيراً في مجال زراعة "الأنسجة المركبة المُغذّاة بالأوعية الدموية" VCA.

يُعتبر هذا النوع من الزراعة تحدّياً كبيراً. وعلى عكس زراعة الأعضاء التي تشمل نوعاً واحداً من الأنسجة، مثل الكلى أو القلب، تشمل زراعة "الأنسجة المركبة المُغذّاة بالأوعية" مزيجاً معقّداً أنواعها كالجلد، العضلات، الأوعية الدموية، الأعصاب، وأحياناً العظام، بشكل مترابط.

وفي التفاصيل، أُجريت عملية الزرع على آرون جيمس، وهو محارب قديم يبلغ من العمر 46 عاماً من ولاية أركنساس، تعرّض لإصابات شديدة في الوجه والعينين نتيجة حادث كهربائي عالي الجهد.

تمثل أحد الهدف الرئيسي وفق الباحثين، ضمان الاستمرارية البيولوجية للعين المزروعة، مع إبلاغ المريض بأن استعادة البصر قد لا تُنجَز. وبالتالي، ركّز الفريق على تحسين تدفق الدم إلى الأنسجة كلها، وهو عامل رئيسي لنجاح هذا النوع المعقّد من الزراعة على المدى الطويل.

وكذلك طوّر الفريق تقنية تحويل مسار الأوعية الدموية للحفاظ على تدفق الدم إلى العين المزروعة، باستخدام الأوعية الدموية القريبة منها التي جرى تحويل مسارها ووصلها بشرايين العين وأوردتها.

في موازاة ذلك، اعتبر الدكتور بروس جيلب، أستاذ مشارك في قسم الجراحة في كلية طب جروسمن بجامعة NYU أن تلك العملية تثبت إمكانية زراعة العين الكاملة والحفاظ على وظائفها للأمد البعيد.

وبالتالي، صحيح أن آرون جيمس لا يستطيع الرؤية من عينه الجديدة، لكن قبول جسده للزرع يُعدّ إنجازاً مهمّاً.

يقرأون الآن