لبنان

كيف يقاتل حزب الله بعد تقويض قدراته؟

كيف يقاتل حزب الله بعد تقويض قدراته؟

تعرّض حزب الله لضربات قوية، مع خسارته عدداً كبيراً من قيادييه وعناصره، إلى جانب الاستهدافات الإسرائيلية المكثفة لبنيته التحتية العسكرية والمالية، ومع ذلك، يواصل الحزب القتال، وتُظهِر ردود أفعاله المتصاعدة احتمالية اندلاع صراع طويل الأمد.

ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى أن وتيرة إطلاق حزب الله للصواريخ ارتفعت، مع 200 صاروخ وقذيفة يومياً خلال عطلة نهاية الأسبوع و140 يوم الثلاثاء، بعدما كان معدلها خلال الأسابيع السابقة بضع عشرات فقط في اليوم.

ومع ذلك، لا يزال عدد عمليات إطلاق حزب الله أقل مما توقعه المسؤولون الإسرائيليون في حالة اندلاع حرب شاملة، مما يعتبر دليلاً على تدهور قدرات الحزب.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه ينجح في التصدي لمعظم هجمات حزب الله، بتكلفة تبلغ حوالي 100 ألف دولار لكل طائرة بدون طيار وما يصل إلى عدة ملايين من الدولارات لكل صاروخ تسقطه.

الاستمرار في القتال

ومع ذلك، يُظهر حزب الله قدرته على إعادة رص صفوفه بسرعة تحت الضغط.

ويقول المحللون العسكريون إن وحداته المسلحة تم تدريبها على العمل بدرجة ما من الاستقلالية، مما يجعل من الأسهل عليها الاستمرار في القتال حتى عندما يُقتل كبار القادة ويتم تعطيل الاتصالات الداخلية.

ومن شأن هذه القدرة على البقاء والاستمرار في القتال، أن تزيد من خطر قيام إسرائيل بإرسال جيشها إلى صراع دموي وطويل الأمد.

وقالت ريم ممتاز، محللة أمنية تقيم في باريس في معهد كارنيغي أوروبا للسياسات: "لا يزال حزب الله لديه استراتيجيته الأساسية، وهي التمسك بأرضه في الجنوب في مواجهة أي نوع من الهجوم البري أو التوغل أو التقدم الإسرائيلي.. إن الجنوب موطن حزب الله. إنهم يعرفون كل زاوية وركن، وسوف يستخدمون هذه الميزة".

يذكر أن حزب الله أنشئ رداً على غزو إسرائيل للبنان في الثمانينيات. وأُجبر الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من لبنان في حربين سابقتين.

أحدث تصعيد

ويأتي أحدث توسع في الأعمال العدائية بعد أن قتلت إسرائيل زعيم حماس يحيى السنوار في غزة، وهي الوفاة التي اعتقد بعض المحللين أنها قد توفر مخرجاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإنهاء الحروب في كل من غزة ولبنان.

وأعلن نتنياهو في اليوم التالي لمقتل السنوار أن الحرب ستستمر، في حين تعهد حزب الله بتصعيد رده على غزو إسرائيل للبنان.

وبدأ القادة الإسرائيليون يتحدثون عن أهداف أكثر طموحاً لهجومهم الأخير، إلى جانب الهدف الأولي المعلن المتمثل في جعل المجتمعات في شمال إسرائيل آمنة.

وشن الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع غارات جوية على فروع بنك تابع لحزب الله، والتي قال المسؤولون الإسرائيليون إنها كانت تهدف إلى تقويض قاعدة دعم الجماعة الإسلامية.

كما دعا نتنياهو في وقت سابق اللبنانيين إلى الانتفاضة ضد حزب الله.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إن "القتال هناك معقد للغاية. والهدف هو شل حزب الله بشدة من أجل تغيير ميزان القوى في لبنان".

وحتى الآن، كانت إسرائيل قادرة على استخدام مزاياها، بما في ذلك القوة الجوية وعمليات الاستخبارات والمراقبة المتطورة، لوضع حزب الله في موقف دفاعي.

ونشرت إسرائيل أجهزة اتصال مفخخة قتلت وأصابت أعضاء حزب الله وشنت غارات جوية قتلت الأمين العام للحزب حسن نصرالله والعديد من مقاتليه النخبة.

كما قال حزب الله يوم الأربعاء إن ضربة إسرائيلية قتلت خليفته هاشم صفي الدين.

ويقول المحللون العسكريون إن الهجمات الإسرائيلية أدت أيضاً إلى تدهور قوة حزب الله الصاروخية، كما جعلت المراقبة الإسرائيلية، بما في ذلك التنصت الإلكتروني والطائرات بدون طيار التي تحلق باستمرار في سماء لبنان، من الصعب على المجموعة استخدام منصات إطلاق الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى. تستغرق هذه وقتاً أطول للإعداد من الأسلحة قصيرة المدى، مما يعرضها للغارات الجوية الإسرائيلية بمجرد اكتشافها.

يقرأون الآن