أسبوع عن بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتالي انّ ايّ اجتماعات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي في المستقبل القريب، تندرج في خانة "الوقت الضائع"، وهو ما يعلمه الفريقان جيداً، خصوصاً أنّ الجميع سلّم باستحالة تشكيل حكومة وحصولها على الثقة في الوقت المتبقّي من العهد.
في حين أنّ المعنيين، يريدون نيل "حصّة الأسد" في أيّ حكومة تشكَّل اليوم، باعتبار أنّ هذه الحكومة ستدير شؤون البلاد في حال وقوع الفراغ الرئاسي، ولو أنّ الدستور واضح وصريح في أصول العمل، بعيداً عن فتاوى "غبّ الطلب" التي يلوّح بها البعض، بلا وجه قانوني.
لذلك، أنّ التنازلات التي يوحي ميقاتي بتقديمها، على غرار قبوله ببقاء وزير الطاقة وليد فياض في موقعه، لا تسمن ولا تغني من جوع، طالما أنه يرفض أيّ تعديلات في الجوهر على صيغته، ويريدها كما هي، ووفق المطلعين على اجواء التشكيل، يعتبرون انّ افتعال المشاكل هو الجو السائد اليوم، على وزير بالزائد أو بالناقص، تكرار المشهد نفسه وصولاً الى "الملل"، لغاية ان "ترث" حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئاسة الأولى.
ووفق مصدر مطلع على اجواء التيّار الوطني الحر -الممتعض من الرئيس المكلف لانّهُ ليس مهتماً بتشكيل الحكومة، بما يعني انّ مسألة الحكومة باتت "وراء ظهرنا" - فانّ الاستنفار سيبلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة من ولاية عون، والسبب ليس بالضرورة استعادة مشهدية قصر الشعب عام 1989، بقدر تأمين صورة احتفالية لخروج "المؤسِس" من رئاسة الجمهورية من دون خروج التيّار من الحكم، ضمن معادلة تؤمن للنائب جبران باسيل مستلزمات الزعامة المسيحية خلفاً لعون.
وافادت معلومات وكالة "اخبار اليوم"، انّ ما من شيء جديد يحملهُ ميقاتي الى عون اليوم، بمعنى اصّح "شو جايي تعمل عندي"؟..فيما تشي المعطيات بأنّ هذه الحال قد تطول طالما أنّ المعنيين، وتحديداً الفريقين "العوني" و"الميقاتي"، غير مستعدين للتقدّم خطوة للأمام، وسط اتهامات متبادلة بينهما بالتعطيل والمماطلة، وكأنّ حكومة تصريف الأعمال هي الأنسب.
شادي هيلانة - أخبار اليوم