«الشهران القادمان» يمثلان اخطر مرحلة في تاريخ لبنان منذ الاستقلال، فهل ينتجان توافقا رئاسيا ودخول لبنان عهدا جديدا، ام الدخول في المجهول عبر فراغ رئاسي مفتوح على كل الاحتمالات الباردة والساخنة؟
المؤشرات الاولية تميل الى معارك داخلية عنيفة بين خيارات مختلفة حتى» العظم « مما يهدد الاستقرار الامني في ظل توجس القوى الامنية من حصول اضطرابات وقطع للطرقات وصولا الى اعلان العصيان المدني في بعض المناطق وشل دورة الحياة، هذه الانواع من الاضطرابات والتحركات الشعبية رافقت كل الاستحقاقات الرئاسية منذ الاستقلال حتى الان باستثناء المرحلة السورية، وحسب المتابعين، فأن « لبننة « الاستحقاق الرئاسي تبدو مستحيلة، وانتخاب الرئيس سيفرض فرضا على القيادات السياسية عبر تسوية عربية ودولية كبرى، وهذا ما ألمح اليه مسؤول مخابرات عربي لزواره اللبنانيين عازيا الاسباب الى استحالة التوافق الداخلي وعدم اجماع الاطراف المسيحية على أسم محدد، والظروف التي انتجت اتفاق معراب معدومة حاليا. بالاضافة الى أن التسوية الاقليمية الدولية غير محددة المعالم حتى الان.
وحسب المعلومات، ان الاميركيين مضطرون في النهاية الى الحديث مع حزب الله كونه ناخبا اساسيا، وهذا المسار لن يتبلور قبل منتصف تشرين الاول بعد أن يدعو الرئيس بري الى سلسلة جلسات لن تنتج رئيسا، ما يفتح الطريق الى دخول كل العاملين على الملف اللبناني للوصول الى رئيس توافقي مقبول من الجميع يدير الازمة، لأنه من رابع المستحيلات ان يرى لبنان النور، والازمة في سوريا مفتوحة، والاضطرابات في العراق قائمة والقضية الفلسطينية ملتهبة، اما المرشحون للرئاسة فلا يمكن استثناء احد حتى الان من القيادات السياسية والعسكرية والامنية والادارية المارونية أضافة الى كل من يتعاطى الشأن العام، والخطوط مفتوحة على كل الجهات.