لم يسفر اللقاء الخامس الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن اية نتائج ملموسة تضع التأليف على سكة تؤدي الى ان تبصر الحكومة العتيدة النور، ولكن مع بدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، ملف التأليف سيتقدم على ما سواه، وسيكون على نار حامية.
ويقول مصدر متابع للحركة على خطّ بعبدا- السراي، ان تقاربا حصل بين حزب الله والدول الغربية المعنية بالملف اللبناني من اجل الدفع نحو حكومة جديدة، مضيفا، عبر وكالة "أخبار اليوم" عندما يتفق هذان الطرافان على اي امر فانه يبصر النور.
ويعتبر المصدر ان الغرب يريد استقرارا في لبنان في انتظار ترسيم الحدود وتأمين الاستحقاق الرئاسي الذي لن يحصل في موعده، ولكن من المرجح ان ينجز قبل نهاية العام، كما ان الحزب يترقب ما ستؤول اليه مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الايراني، الذي سيعيد ترتيب الاولويات في المنطقة.
وكل ذلك يأتي ربطا مع ما صدر عن البيت الابيض بالامس عن ان "الإدارة الأميركية تحاول "تضييق الخلاف بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود البحرية"، وبالتالي "التوصل لاتفاق محتمل" الى جانب مسعى ميقاتي في ضوء الاشارات التي اتت من بعض الدول العربية والغربية.
واذ يلفت المصدر الى ان ميقاتي يعمل على ايقاعي: الدول العربية الداعية الى الاستقرار والخروج من المحاور، والرئيس نبيه بري الذي قال خلال احياء ذكرى تغييب الامام موسى الصدر مساء امس "ان ما ليس مشروعاً على الإطلاق الإستسلام لبعض الإرادات الخبيثة التي تعمل بجهد حثيث ومضنٍ لإسقاط البلد ومؤسساته في دوامة الفراغ".
وانطلاقا مما تقدم يتوقع المصدر ان تكون اتت اشارات باتجاه التأليف، عندها لا بد للرئيس المكلف من التنازل لكن بشكل يحفظ ماء وجهه ولا يشكل انكسارا لعون قبل ايام من انتهاء ولايته، من هنا يرجح المصدر ان تؤلف الحكومة خلال شهر ايلول.
وعن شكل تلك الحكومة، يعتبر المصدر ان الحل قد يكون من خلال تعويم الحكومة الحالية لتصبح مؤهلة لوراثة صلاحيات الرئيس اكان من خلال توقيع المراسيم صيغة طبق الاصل عن الحكومة الحالية والذهاب نحو نيل ثقة مجلس النواب، مع الاشارة الى ان الثلث الضامن موجود في التركيبة الراهنة، او من خلال استبدال بعض الاسماء بشكل مطمئن لعون ودوره ودور النائب جبران باسيل في المرحلة المقبلة، ولكن على اي حال امر اضافة ستة وزراء قد طوي وستبقى صيغة الـ24 وزيرا. وبالتالي تبديل وزير الاقتصاد امين سلام بوزير من حصة ميقاتي لن يمر، دون مكسب في حقيبة اخرى.
وعن موقف بري، الذي رفع السقف امس ضد فريق العهد، يخلص المصدر الى القول: مصلحة بري تأليف الحكومة للحؤول دون الضغط الكبير في الملف الرئاسي، وهو يدرك ان الفراغ الرئاسي واقع لكنه ليس طويلا، وفي تلك الفترة لا بد من ان يكون تأثير عون في حدوده الدنيا.
عمر الراسي - أخبار اليوم