دولي

"صيدليات شوارع"... ظاهرة خطيرة في هذه الدول

تشهد دول غرب إفريقيا ظاهرة خطيرة بسبب ضعف الوعي والفقر، إذ تنتشر على نطاق واسع "صيدليات الشوارع"، وهي بسطات شعبية وأكشاك صغيرة تبيع الأدوية الطبية وتحظى بإقبال كبير بين السكان رغم خطورة ما تعرضه من أدوية.

فقد اعتاد الناس شراء أدوية من تلك المناطق بسبب تدني أسعارها وتوفر حتى المحظورة منها، خصوصا أنها لا تحتاج وصفات طبية مرخصة ورسمية لشرائها.

وأفادت مصادر "العربية.نت" بأن صيدليات الشوارع أو كما يطلق عليها "الصيدليات البرية" أو "أدوية الشوارع" تنتشر إلى حد كبير في دول غرب إفريقيا، حيث يختار أصحابها المناطق الأشد ازدحاما لعرض بضائعهم، خصوصا في الأسواق الشعبية وعلى أرصفة الشوارع الأكثر ازدحام.

وتابعن أنهم يعرضون الأدوية الطبية على بسطات معرضة لأشعة الشمس والرطوبة، ويبعون كميات صغيرة حسب رغبة الزبون ويعيدون الاحتفاظ بالكمية المتبقية للزبون القادم.

كذلك يقترح البائعون وصفات للعلاج ويبيعون الأدوية بأسعار أقل من الصيدليات بكثير لجر الزبائن، كذلك لا يسألون عن الوصفة الطبية ولديهم غالبا كل الأدوية المحظورة والمشبوهة.

أيضا أوضحت أن الباعة يتنافسون على حجز أماكن استراتيجية على الأرصفة المقابلة للأسواق، وتقاطع الطرق، والأماكن الاستراتيجية، وذلك للفوز بزبائن أكثر وتحقيق أرباح مهمة.

أما المناطق القريبة من المؤسسات الصحية العامة والخاصة، فتسيطر عليها مافيا الأدوية المهربة التي تعتبر المورد الرئيسية لصيادلة الشارع. وتبيع صيدليات الشارع جميع الأدوية من حقن وأمصال وبخاخات وأقراص ومراهم ومساحيق.

ولعل أخطر ما يتسبب به تجار صيدليات الشارع، هو تقديم الوصفة العلاجية لجمهور غالبيته يعانون من الأمية وضعف الوعي، إذ يقدمون مضادات الاكتئاب كمنشط جنسي، وأدوية الحساسية الصدرية لعلاج النحافة ومراهم علاج الصدفية لتبييض البشرة وغيرها من الوصفات الخطيرة.

إلى ذلك، يؤكد غالبية خبراء الصحة أن "أدوية الشارع" لا تتوافق مطلقا على المعايير الصيدلانية، مشددين على أنها إجرام آخر في حق الأفارقة واستغلال تجاري لحاجة الناس للعلاج وضعف وعيهم تجاه مخاطر هذه الأدوية وتقاعس السلطات عن محاربة تجارة الأدوية غير المشروعة.

كما أكدوا على أن تصنيع هذه الأدوية وشروط استيرادها وظروف تخزينها وتوزيعها ثم بيعها لا يتوافق مع أي معايير صحية، ويحذرون من خطورة إهمال محاربتها بداعي أن غالبيتها لا تبيع إلا مسكنات بسيطة.

وأوضحوا أن عصابات تهريب الأدوية باتت تسيطر على سوق صيدليات الشوارع بغرب إفريقيا، ورغم الاتهامات التي يوجهها المختصون وخبراء الصحة لما تعرضه صيدلية الشارع من أدوية منتهية الصلاحية في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس إلى جانب الأدوية البيطرية.

بالمقابل، قال أحد السكان لـ"العربية.نت": "نحن نشتري من صيدليات الشوارع لأنها أرخص مقارنة بالصيدليات الرسمية، ولأن أدويتها في الغالب جيدة ومستوردة من الخارج، معتبراً أن كل ما يقال عن أدويتها إنها مغشوشة أو منتهية الصلاحية كلام غير صحيح".

وأضاف: "أدويتها رخيصة لأنها تبيع الأدوية التي تتبرع بها للدولة والمنظمات الخيرية من أجل المحتاجين لكن الأطباء يبيعونها في السوق السوداء ولا يمنحونها للمحتاجين، بالتالي فهي تصل إلى أيديهم عن طريق صيدليات الشارع".

يشار إلى أنه وبحسب دراسة أجريت على عينة من هذه الصيدليات، فقد تبين أن المسكنات تمثل نسبة كبيرة من الأدوية التي تباع بهذه الصيدليات، حيث تمثل 80.63%، ثم تأتي ثانيا مضادات الالتهاب بـ 7.85%، والمضادات الحيوية بـ 6.80%، ورابعا المؤثرات العقلية بـ 2.62%، أما الفيتامينات والمنشطات فتمثل 2.10%.

وتواجه السلطات في دول غرب إفريقيا صعوبة في توعية المستهلكين بالخطر الذي يشكله استهلاك هذه الأدوية، وتقوم من حين إلى آخر بتكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام المحلية للتنبيه بخطورة الأدوية التي تباع خارج الصيدليات المرخصة، خاصة مع تنامي سوق صيدليات الشارع.

يقرأون الآن