تتواصل الجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان، في وقت تقول فيه المؤشرات إن التوقيع على هذا الاتفاق سيحدث قريبا.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منفتح على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، بحسب المسؤولين الأميركيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطا من واشنطن لإتمام الاتفاق قبل عيد الشكر، والذي سيبدأ الاحتفال به الخميس 28 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقال مسؤولان إسرائيليان آخران إن نتنياهو كان من المقرر أن يجتمع مع حكومته يوم الثلاثاء لمناقشة اتفاق مقترح لإنهاء الحرب في لبنان، ولفتوا إلى أن الوسطاء أحرزوا تقدما كبيرا نحو وقف إطلاق النار خلال الأسبوع الماضي، لكن نقطة الخلاف الرئيسية كانت إصرار نتنياهو على ضمان إمكانية استئناف القتال إذا انتهك حزب الله الهدنة.
الفرصة الأفضل
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الاقتراح الأخير يُنظَر إليه باعتباره الفرصة الأفضل لإنهاء القتال الذي أسفر عن ارتقاء آلاف الشهداء في لبنان ومقتل ما يقرب من 100 إسرائيلي، فضلاً عن تشريد نحو 60 ألف شخص في إسرائيل ونحو مليون شخص في لبنان.
وبموجب الاقتراح الأميركي، ستنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان خلال 60 يوما، في حين سينتقل حزب إلى الشمال، بعيدا عن الحدود الإسرائيلية، وفقا للمسؤولين.
وقال المسؤولون إن الجيش اللبناني سينتشر في جنوب لبنان لضمان بقاء حزب الله شمال نهر الليطاني، وهو ما يعني في الواقع إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، فإن وقف إطلاق النار سيكون رسميًا اتفاقًا بين إسرائيل ولبنان والدول الوسيطة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ولفتت إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، حثت إيران حزب الله على قبول وقف إطلاق النار، واقترح أشار الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، في مقطع فيديو الأسبوع الماضي أن الحزب سيوافق على وقف إطلاق النار إذا أنهت إسرائيل هجماتها على لبنان واحتفظت لبنان بسيادتها.
كان أحد محاور المفاوضات هو كيفية وما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستتمكن من إعادة انتشارها داخل لبنان إذا أعاد حزب الله بناء قوته العسكرية على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية. إذ تريد إسرائيل الحق في اتخاذ إجراء عسكري ضد حزب الله إذا ظلوا بالقرب من الحدود أو عادوا إلى هناك.
وقال مسؤولان لنيويورك تايمز إن المسؤولين اللبنانيين كانوا مترددين في الموافقة على مثل هذه اللغة في الاتفاق، مشيرين إلى أن إسرائيل تسعى بدلاً من ذلك إلى الحصول على موافقة رسمية من الولايات المتحدة – إما كجزء من الاتفاق أو في وثيقة مصاحبة – على أن تتمكن إسرائيل من إعادة نشر قواتها في هذا السيناريو.
ضغوط لمواصلة الحرب
ويبدو أن نتنياهو أكثر انفتاحاً على التوصل إلى اتفاق مع حزب الله في لبنان منه مع حماس في غزة، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى أنه أكثر عزماً على تدمير حماس بالكامل من حزب الله.
ومع ذلك، عارضت تيارات في الائتلاف اليميني الإسرائيلي – التي تشكل أهمية حاسمة لائتلاف نتنياهو السياسي – أي وقف لإطلاق النار.
وأمس الإثنين، حث وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، نتنياهو علناً على رفض الاقتراح، لكنه امتنع عن التهديد بسحب الدعم لنتنياهو، كما فعل بشأن مسألة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال بن غفير "إن الاتفاق مع لبنان خطأ كبير، وهو فرصة تاريخية ضائعة للقضاء على حزب الله. وكما حذرت من قبل في غزة، فإنني أحذر الآن أيضًا: السيد رئيس الوزراء، لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق! يجب أن نستمر حتى النصر المطلق".
وفي تصريحات لإذاعة الجيش (جالي تساهل)، وقبيل الاجتماع المزمع اليوم للكابنيت لبحث الاتفاق في لبنان، أكد بن غفير أنه سيصوت ضد الاتفاق، وأنه سيسعى لإقناع الوزراء بالتصويت ضده".
لا حديث علني
في الوقت ذاته، أشارت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إلى أن نتنياهو يمتنع عن الحديث العلني عن الاتفاق، في الوقت الذي يسود فيه القلق بين سكان الشمال الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن نتنياهو يعتزم الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان فقط في مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت)، الذي يضم الوزارات الأمنية والاقتصادية، وليس خلال اجتماع للمجلس الوزراء الكامل، ونقلت عن مصدر سياسي قوله إن "الاتفاق هش".
ونقلت الهيئة كذلك عن مصادر أميركية نفيها أن الولايات المتحدة كانت ستدعم قرار يدعو لوقف إطلاق نار فوري في لبنان دون التوصل إلى تسوية، وأكد مصدر سياسي أن التعهد الأميركي يضمن لإسرائيل التحرك ضد كل انتهاك بما يشمل إعادة تسلح حزب الله.
من جانبه، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هرتسوغ، إن بلاده لن تسمح لحزب الله بإعادة التسلح، مشيرا إلى أن الاتفاق سيسمح بتقليل القيود المفروضة على شحنات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن عناصر بالحرس الثوري الإيراني أن طهران أبلغت بقرب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصدر رفيع، قوله إنه إذا وصلت الأمور إلى مسار إيجابي فإن إعلان الاتفاق سيتم خلال الساعات المقبلة.