كشفت تقارير عسكرية أن الجيش السوري تمكن من "امتصاص" الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام في أرياف حلب وإدلب، وبدأ هجوما معاكسا باتجاههما، وأنه كبد الفصائل المسلحة خسائر كبيرة في الأفراد، واستعاد السيطرة على عدة مواقع كان قد فقدها خلال الهجوم المباغت.
وأشارت التقارير إلى أن الجيش السوري، بالتعاون مع سلاح الجو الروسي، وبعد وصول تعزيزات من القوات الخاصة السورية، تمكن من تحويل دفة الصراع المسلح لمصلحته خصوص في ريف حلب الغربي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "القتال وصل الآن إلى مدينة سراقب الاستراتيجية" الخاضعة لسلطة الحكومة، مضيفا أنه "إذا تمكن المسلحون من السيطرة عليها، فقد يؤدي ذلك إلى محو مكاسب دمشق في المنطقة منذ 5 سنوات".
وأوضح أن المسلحين "سيطروا الآن على نحو 50 بلدة وقرية" في محافظتي إدلب وحلب، لافتا إلى أنه "من الغريب أن نرى القوات الحكومية تتلقى ضربات قوية كهذه رغم الغطاء الجوي الروسي ،والمؤشرات المبكرة على أن هيئة تحرير الشام ستشن هذه العملية".
وفي تطور لاحق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيمات المسلحة قصفت بالصواريخ السكن الجامعي في مدينة حلب.
وأمرت الفصائل المسلحة سكان الأحياء الغربية من حلب بالإخلاء الفوري تمهيدا لاقتحامها.
وأفادت وكالة الأنباء السورية أن 4 مدنيين قتلوا في هجوم للتنظيمات المسلحة على المدينة الجامعية بحلب.
وأشارت التقارير إلى أن حصيلة 3 أيام من الاشتباكات بين المسلحين والقوات السورية ارتفعت إلى أكثر من 255 قتيلا، فيما ذكر المرصد الروسي للمصالحة أن نحو 400 مسلح قتلوا في الاشتباكات في إدلب وحلب.
واندلعت الاشتباكات في محافظة حلب يوم الأربعاء بين تحالف من الجماعات المتشددة والقوات الحكومية السورية، عقب هجوم واسع شنته المجموعات المسلحة بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام".
وتسبب الهجوم، الذي وصف بأنه الأعنف منذ سنوات، في تفاقم الصراع في المنطقة. وتعتبر هيئة تحرير الشام واحدة من أقوى الميليشيات المسلحة في شمال غرب سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن في بيان صحفي، إن القتال أسفر حتى الآن عن مقتل 218 شخصا، من بينهم 135 من المسلحين و83 من أفراد القوات السورية وحلفائها، بالإضافة إلى 20 مدنيا. ولم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
وقطع المسلحون أيضا طريقا رئيسيا يربط بين دمشق وحلب، وفقا للمرصد، الذي أشار إلى أن المسلحين يتقدمون نحو مدينة حلب، عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم.
وفي وقت سابق من يوم أمس الخميس، قالت القوات السورية إنها تواصل القتال ضد المسلحين في الشمال الغربي.