يحضر الملف الرئاسي مادةً أساسيّة في غالبيّة لقاءات رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع. وكان الملف حاضراً حين التقته أسرة موقع mtv، في حوارٍ شامل في معراب، حيث يحتضر الصيف قبل أن نستقبل الخريف، بينما يأمل جعجع أن نشهد ربيع البلاد مع انتخاب رئيسٍ تُختصر مواصفاته بعبارة واحدة: "أن يكون قادراً على قول لا لحزب الله".
من الرئاسة كانت بداية الحوار مع جعجع الذي أكّد أنّ "القوات" لا يريد فراغاً رئاسياً، بل أنّ رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ جبران باسيل لا يريد السّير بأي رئيس سواه، و"حزب الله" لا يريد خسارة باسيل، لكنه لا يريده رئيساً، لذلك فإنّ الحزب عالق في الأحجية، لأنّه لا يريد التّخلّي عن باسيل كي لا يخسر الغطاء الذي يؤمّنه التّيّار الوطني الحرّ له.
واعتبر جعجع أنّ "حزب الله مكبّل في الموضوع الرّئاسيّ لأنّ لدى فريق الممانعة مشكلة أساسيّة وهي ترشيح جبران باسيل".
وأضاف: "أمّا بالنّسبة الى الفريق الآخر أي فريقنا، الذي يشمل القوّات اللّبنانيّة ومجموعة النّوّاب السّنّة والنّوّاب التغييريّين والمستقلّين والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب، فقد حصلت خلال الأيام العشرة الأخيرة اتّصالات واجتماعات متواصلة على قدم وساق بشأن الاستحقاق الرئاسيّ،ومن المفترض أن نتوصّل خلال الأسابيع المقبلة إلى مرشّح بعد عرض أكثر من إسم، ونحن في مسار إيجابيّ والمؤشرات جيّدة"، ورأى أنّ "فريق الممانعة يسير بالفراغ أما نحن ففي الاتجاه المعاكس ولا عمليّة إنقاذ من دون رئيس جديد للجمهوريّة".
وكشف جعجع أنّ "في السّلّة العامّة هناك إسمَين إلى 3 أسماء، ورئيس حركة الاستقلال النّائب ميشال معوّض شخصيّة مؤهلة لرئاسة الجمهورية لكنّنا حاليّاً لا نقترح أسماء، مضيفاً: "لمست نيّة لدى فرقاء المعارضة للوصول إلى مرشّح موحّد، والآن العمل يتركّز على هذا الموضوع".
وأكّد جعجع أنّ "العلاقة دائمة وقائمة مع دار الفتوى والتّواصل قائم في المواضيع كافّة، كما أن الودّ لم يُفقد أبداً مع الاشتراكي".
وشدّد جعجع على أنّ "القوات لا يقبل برئيس من الممانعة، وإذا وصل رئيس من هذا المحور، فسنكون في المعارضة ولن نشارك في أي حكومة".
ورأى أن "لا لزوم لاستعمال سلاح التّعطيل في الانتخابات الرئاسيّة"، لافتاً إلى أنّ "البحث حالياً يتمحور حول كيفيّة الوصول الى أسماء موحدة ثم الى إسم موحّد للوصول به إلى مجلس النواب".
وحول مواصفات الرّئيس، قال جعجع: "القوات يريد رئيساً إنقاذياً وجامداً لا يخيفه أحد، أي "رئيس رجّال" يسهر على مصالح الدّولة، على أن يكون إصلاحيّاً"، معتبراً أنّ "اسم سليمان فرنجيّة مرفوض بسبب انتمائه الى المحور الآخر، ولكن لم نشنّ حملةً عليه لأنّ باسيل يتكفّل بذلك".
واعتبر جعجع أنّ "عون لن يبقى في القصر من بعد 31 تشرين الأول"، وفق معلوماته، وتابع: "إذا بقي في القصر فسيصبح مواطناً لبنانيّاً مخالفاً للقانون"، وأكّد عدم الانجرار إلى لعبة الشّارع.
وأضاف: "إذا انتخبت رئيساً للجمهورية فسنكون أمام مشهد مختلف تماماً عن الآن لذلك كثر لا يريدون هذا الخيار لأنّهم يعرفون أنّني صاحب قرار واضح ولا يمكن أن يهوّل عليّ أحد وأملك مشروعاً واضحاً، وسيصبح الوضع في البلد تماماً كوضع القوّات اللّبنانيّة لناحية النّظام والتّنظيم".
حكوميّاً، جزم جعجع بأنّ "حزب الله يضع كلّ ثقله حالياً لتشكيل الحكومة"، مستدركاً بالسّؤال: "هل سيستطيع الحزب ردم الهوّة بين رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي وباسيل؟".
وأكّد أنّ "دستورياً، حكومة تصريف الأعمال تصلح لأن تتسلّم مهام رئيس الجمهوريّة عند انتهاء ولايته، رغم أنّها غير مكتملة الصّلاحيّات".
سألنا جعجع: "ما هي أكثر نقطة سوداء في عهد الرّئيس عون؟"، فأجاب: "العهد بكامله، مع وجود نقطة بيضاء وحيدة أفضّل الاحتفاظ بها لنفسي"، ملخّصاً عهد عون بـ"خديعة العصر".
ورأى جعجع أن "لا حليف في السّياسة، لكنّ الكتائب والأحرار هما الأوفى لمبادئهما"، كاشفاً عن "تواصل مباشر مع "الكتائب"، ومن الممكن حصول لقاء قريب".
أمًا عن لقائه مع السيّدة ترايسي شمعون، فلفت الى أنّها أبلغته نيّتها الترشح، وهي من بين الأسماء المطروحة لدى فريق المعارضة لاختيار أحدها.
من يموّل "القوّات اللّبنانيّة"؟ ردّاً على هذا السّؤال، شدّد جعجع على أنّ "الحزب يموّل نفسه من مغتربين ورجال أعمال قوّاتيّين في الخارج وخصوصاً في كندا وأميركا وأستراليا، بالإضافة إلى رجال أعمال لبنانيّين مقيمين انضمّوا إلينا من التّيّار الوطنيّ الحرّ".
وختم جعجع، منوّهاً بدور المؤسّسة العسكريّة، فقال: "صحيح أنّ هناك الكثير من المصائب في لبنان لكنّ الأمر الإيجابيّ أنّ الجيش موجود ولن يترك أي مواطن يتعدّى على مواطن آخر، وهذا ما يشكّل ضمانة للجميع في هذه المرحلة، لذلك لا إمكانيّة لأن يلجأ أي فريق إلى وسائل غير ديمقراطيّة في المرحلة الراهنة".
موقع mtv