ونقلت الصحيفة عن مصدر نيابي في التيار تأكيده زيارة الوفد للبطريرك الراعي، لم تكن مقررة مسبقاً، بل جاءت في ضوء الموقف الجديد للراعي)
ويقول المصدر، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، إن هدف الزيارة هو الاطلاع على وجهة نظر الراعي من قرب في موضوع تشكيل الحكومة، وحديثه عن مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة، ووضعه في أجواء موقف "التيار" من الموضوعين، مضيفاً أنه "في حال كان هناك تقارب في الآراء، يرجح أن يكون هناك لقاء آخر مع الراعي، يحضره هذه المرة رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل.
و ضم الوفد الذي استقبله الراعي كلاً من مستشار رئيس "التيار" أنطوان قسطنطين، والنائب جورج عطالله، والوزير السابق منصور بطيش، ونائبة رئيس "التيار" مي خريش.
وقال بطيش بعد لقاء الراعي إنه تم البحث في ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ ذات مصداقية عالية، ووفق مندرجات المبادرة الفرنسية، وإنه "تم التركيز على التدقيق الجنائي واستكماله في مختلف المؤسسات التابعة للدولة"، مشيراً إلى أن "الحلول يجب أن تأتي من الداخل، وأن العيش المشترك يتطلب التعاون للوصول إلى هذه الحلول".
ولفت بطيش إلى أن "رئيس الجمهورية ميشال عون حريص على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وفق القواعد الوطنية، وعلى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أن يقصد بعبدا ويتشاور مع عون".
وكان الراعي قد قال، أول من أمس، إن "وضع لبنان المنهار يستوجب أن تطرح قضيته في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، يثبت لبنان في أطره الدستورية الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان ونظام الحياد، وتعالج حالة غياب سلطة دستورية واضحة تحسم النزاعات، وتسد الثغرات الدستورية والإجرائية، تأميناً لاستقرار النظام، وتلافياً لتعطيل آلة الحكم عدة أشهر عند كل استحقاق لانتخاب رئيس للجمهورية ولتشكيل حكومة".
وفي الإطار، أكد المصدر أن "التيار الوطني الحر" لا يرى "حتى اللحظة، حاجة إلى تدويل الأزمة، إذ يمكن أن تُحل الأمور، وتُشكل الحكومة، إذا تنازل الرئيس المكلف قليلاً"، مضيفاً أن "الحريري يسير بمعايير معينة مع الأطراف كافة، وعندما يصل الأمر إلى الوزراء المسيحيين يعتمد معايير أخرى".
وشدد المصدر على أنه "وفق الدستور والأصول المعمول بها منذ سنوات، على الرئيس المكلف أن يستمر بلقاءاته مع رئيس الجمهورية، ولكن يبدو أن الحريري يعتبر أن في الموضوع انتقاصاً من كبريائه، في وقت عليه أن يتواصل مع رئيس الجمهورية الذي لا يستدعي عادة الرئيس المكلف".