لبنان

"القوات" و"الكتائب" طويا صفحة الجفاء.. ماذا بعد؟

طويت صفحة الجفاء بين القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، وفُتحت، غداة الانتخابات النيابية الاخيرة، صفحة اخرى بين الحزبين المسيحيين، عنوانُها التنسيق والتعاون. بعد سنوات من الفتور لا بل من التوتر عقب دخول معراب في التسوية الرئاسية التي أوصلت الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا، وبعد انخراط الكتائب في صفوف ثورة 17 تشرين واعتبارها القوات جزءا من المنظومة، علما ان مناصري القوات كانوا حاضرين بقوة على الأرض في أكثر من منطقة أيام الثورة، تبدّل المشهد ايجابا بين الطرفين بعد استحقاق أيار 2022، وحلّت مكان لغة المزايدات والانتقادات، لغة أكثر عقلانية وهدوءا.

عملية التبريد هذه والتي تولاها مسؤولون من الطرفين، هي ثمرة رغبة مشتركة لديهما باعادة مد الجسور بينهما، وقد بدأت نتائجها بالظهور "الى العلن"، في مشاركة وفد كتائبي في قداس الشهداء الذي أقيم في معراب في 4 ايلول الجاري، وقد خصّه رئيس حزب القوات سمير جعجع بالترحيب، قائلا "سأرحب عن غير عادة ببعض الاشخاص نظرا لخصوصية حضورهم: وفد حزب "الكتائب"، النائبان سليم الصايغ ونديم الجميل، وهم رفاق القضية والنضال منذ زمن الى اليوم بغض النظر عن الطرق التي تختلف في بعض المرات".

اما القوات اللبنانية، فحرصت على المشاركة عبر وفد رفيع في الاحتفال المركزيّ الذي أقامه أمس حزب الكتائب احياء للذكرى السنوية الـ40 لاستشهاد الرئيس بشير الجميّل ورفاقه. ورأس الوفد نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان وضم النواب: نائب رئيس الحكومة الأسبق غسان حاصباني، جورج عقيص، نزيه متى، الياس اسطفان، رازي الحاج وجهاد بقرادوني.

بحسب ما تقول مصادر قواتية لـ"المركزية"، فإن هذا التلاقي دليل نضوج سياسي لدى الحزبين اللذين يعرفان مدى دقة المرحلة الراهنة والتي تتطلب وضع كل الحسابات الضيقة والخلافات السابقة جانبا، "لتحمّل مسؤولياتنا امام الوطن وشعبنا المنهارين". "صحيح ان الهدف الاول من التنسيق العائد هو محاولة إتمام الاستحقاق الرئاسي بنجاح وسلاسة بحيث يشكّل محطة يعبر منها لبنان من مرحلة سوداء الى اخرى فيها أمل بالنهوض من الازمة التي نتخبط فيها، غير ان التعاون بيننا لن يقف عند هذا الحد".

فالتواصل بين القوات والكتائب هو القاعدة. اما الفتور الذي طبع السنوات الماضية، فكان الشواذ الذي لا نريده ان يعود، وفق المصادر. فنحن نلتقي على معظم، كي لا نقول على كل الاساسيات "الجوهرية"، هكذا كنا في الماضي حيث ناضلنا معا أيام الحرب وايام السلم، وقد صهرت الدماء والنار علاقاتنا.. وهكذا نحن اليوم، نملك رؤية واحدة لمشكلة لبنان ولكيفية حلّها.

اعادة الحرارة الى خطوط التواصل، قرار نهائي، تتابع المصادر. هذا لا يعني طبعا اننا سنذوب في بعضنا البعض، فلكل منا مواقفه وآراؤه في اليوميات والملفات الآنية، الا اننا متفقون على الاساسيات، وهذا الاهم. انطلاقا من هنا، فإن القوات والكتائب سيعملان الكتف الى الكتف "رئاسيا"، إلا انهما بعد ذلك، لن يعودا الى المناكفات والسجالات، بل سيتعاونان تشريعيا وغير تشريعي، وربما ايضا "شعبيا"، لما فيه خير لبنان، شعبا واقتصادا وسيادة وازدهارا ودولة وانماء، وقد ضحّيا من أجله بالغالي والنفيس...

لارا يزبك - المركزية

يقرأون الآن