رياضة

كيف تمهد السعودية الطريق لجيل قادر على المنافسة في مونديال 2034؟

كيف تمهد السعودية الطريق لجيل قادر على المنافسة في مونديال 2034؟

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم صوب المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، لإزاحة الستار رسميا عن استضافة نهائيات كأس العالم 2034.

وينتظر أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" خلال جدول أعمال الكونجرس الاستثنائي، عن البلدان المستضيفة لبطولة كأس العالم عامي 2030 و2034، مشاركة 48 منتخبا.

وبالإضافة إلى الملف القوي الذي قدمته السعودية، لاستضافة البطولة من خلال تسخير جميع الإمكانات، والعديد من الملاعب ذات الطراز العالمي، والبنية التحتية المميزة، سيكون أمامها تحديات كبيرة لإعداد جيل قوي قادر على المنافسة في الحدث التاريخي المنتظر بعد 10 أعوام.

عمل المسؤولون على الرياضة السعودية لتجهيز خطة طويلة الأمد لاحتراف اللاعب السعودي إلى أوروبا، على غرار اللاعبين العرب في الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي والفرنسي ودوريات أوروبية أخرى.

وتستهدف وزارة الرياضة واتحاد الكرة لبدء مرحلة جديدة للاعب السعودي كما هي حال لاعبي العالم الذين ينشطون في الدوريات المهمة عالمياً، وتستهدف مجموعة من لاعبي منتخب السعودية الأولمبي البارزين ومنتخب الشباب، وفقا لتقارير سابق لصحيفة "الشرق الأوسط".

وحينما نرى البدايات السعودية الحالية في أوروبا نرى تألق مروان الصحفي وفيصل الغامدي مع فريقهما بيرشكوت في الدوري البلجيكي، بالإضافة تواجد سعود عبد الحميد مع فريقه روما في الدوري الإيطالي.

وانتقال 3 لاعبين سعوديين كانوا ناشطين في الدوري السعودي إلى أوروبا هذا الموسم، يعطي مؤشراً على أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة، لإعداد جيل قوي.

أنشئت أكاديمية مهد لتنمية المواهب الرياضية وتطويرها في جميع مناطق السعودية في جميع الألعاب، وتهدف لتصدير المعارف والمنهجيات الفنية للفئات السنية، بدءا من 6 أعوام، بهدف صناعة جيل رياضي بطل.

وقال الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة ورئيس مجلس إدارتها، في وقت سابق، إن هذا المشروع الوطني يهدف إلى اكتشاف وتطوير المواهب الرياضية وصناعة أبطال ينتزعون الذهب، ويبهرون العالم ويجعلون وطنهم يفخر بهم.

قال روميو جوزاك، المدير الفني لبرنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم، إن صناعة جيل قادر على تقديم أداء مذهل في كأس العالم 2034 سيكون أحد المستهدفات حتى حلول المونديال الذي تسعى السعودية لاستضافته رسميا.

وأوضح جوزاك، خلال مؤتمر قمة كرة القدم العالمية: "تخيل لو كان خرج من هذا الجيل 6 لاعبين بجودة عالية، والجيل التالي 6 لاعبين، وبعدهما 6 لاعبين، خلال 10 سنوات سيكون لدينا 60 لاعبا يلعبون كرة قدم واقعية في أوروبا على أعلى مستوى احترافي".

ويعمل برنامج الابتعاث على إرسال اللاعبين الموهوبين من لاعبي المنتخب السعودي تحت 16 عامًا للمعايشة في إسبانيا، بهدف تهيئتهم لانطلاق المسيرة الاحترافية من خلال التمارين والمشاركات في البطولات الدولية الودية، ومن ثم الاحتراف الخارجي.

ووفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" فيتواجد في القارة الأوروبية حاليا 5 لاعبين سعوديين يملكون عقود محترفة رسمية سارية في 4 دول مختلفة، وهم: عبدالملك الجابر مع نادي زيلنتشار البوسني، ويزن مدني مع نادي ايغناتيا الألباني، وحسين آل طه مع نادي دينمو زغرب الكرواتي، ومشعل حداد مع نادي بيلوفار الكرواتي، ومحمد الرشيدي مع نادي كافالا اليوناني.

في 8 آب/ أغسطس الماضي، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، أنه قرّر إشراك المنتخب السعودي "مواليد 2008" فريقا إضافيا في الدوري السعودي الممتاز تحت 17 عاما (مواليد 2007)، بدءا من الموسم الرياضي الجاري 2024-2025، تحت إشراف الجهازين الفني والإداري لمنتخب الناشئين.

شمل القرار استعارة اللاعبين من أنديتهم، بهدف رفع معدل الانسجام بين اللاعبين والاستفادة من فارق السن بين مواليد 2007 و2008، بوساطة زيادة احتكاك اللاعبين بفئة عمرية أكبر، من أجل تطوير لاعبي المنتخبات في الفئات السنية، وتطوير جميع النواحي الفنية والبدنية واللياقية والتكتيكية.

شهدت محافظةُ الطائف، في تموز/ يوليو الماضي، اختتامَ أول نسخة من بطولة المنتخبات الإقليمية تحت 13 عامًا، والتي استهدفت اللاعبين مواليد 2010، بمشاركة 14 منتخبًا إقليميًّا مثّلهم 258 لاعبًا.

وجاءت البطولة بهدف اكتشاف المواهب في سن مبكرة والعمل على صقلها وتطويرها من خلال اختيار اللاعبين الأبرز فنيا في المنتخبات، والعمل على مشاركتهم في العديد من البطولات والدورات الودية، للوصول إلى أكبر عدد من اللاعبين الموهوبين في مختلف الأعمار.

من المقر أن ينطلق في الموسم الرياضي المقبل 4 دوريات مناطق للبراعم للأعمار من 11 حتى 14 عاما، وتستهدف اللاعبين من مواليد 2010 حتى 2013، ومن خلال هذه الدوريات سيتم تشكيل المنتخبات الإقليمية للمشاركة في بطولات المنتخبات الإقليمية بفئاتها العمرية الجديدة للموسم الرياضي المقبل.

تعمل المملكة على رفع عدد مراكز التدريب لفئة مواليد 2011/2014، من 13 مركزا إلى 17، في مختلف مناطق السعودية، لاكتشاف المواهب وضمهم للأندية، ومنها المشاركة في دوريات المناطق للبراعم وتشكيل المنتخبات الأقليمية.

يقرأون الآن