قبل أيام من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من الشهر الجاري، فر مئات الجنود السوريين نحو الحدود العراقية بعد أن اشتدت المعارك في شرق سوريا، حيث تقدمت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها نحو مدينة البوكمال الاستراتيجية. وقد ترك هؤلاء الجنود مواقعهم العسكرية في محاولة للنجاة من الحصار المفروض عليهم.
وقد وثقت كاميرا قناة "العربية" مواقع إقامة الجنود السوريين في الخيام التي نُصبت لهم من قبل السلطات العراقية في صحراء الرطبة، الواقعة في محافظة الأنبار غرب العراق. وقال مصدر عراقي أمني رفيع المستوى إن أكثر من ألف جندي سوري عبروا الحدود إلى الأراضي العراقية عبر معبر القائم الحدودي.
العربية ترصد مخيم جنود النظام السوري الفارين في صحراء الرطبة غرب العراق#العراق #سوريا#العربية pic.twitter.com/1uNqrJX4fA
— العربية (@AlArabiya) December 15, 2024
في وقت لاحق، أكدت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع" أن الجنود السوريين طلبوا الدخول إلى العراق، مشيرة إلى أن دخولهم تم بتنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وبموافقة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأضاف المصدر العراقي أنه تم استقبال الجنود السوريين فور وصولهم، وتقديم الرعاية اللازمة لهم بما في ذلك تلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي كانوا يواجهونها بعد فرارهم من جبهات القتال.
من جانبها، أكدت السلطات العراقية أن الحدود العراقية مع سوريا مؤمنة بشكل كامل، وأن أياً من القوات المسلحة أو مقاتلي الحشد الشعبي لن يتوجهوا إلى الداخل السوري. وأشار وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي إلى أن بلاده أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الحدود، مؤكداً استعداد القوات الأمنية لمواجهة أي محاولة اختراق أو تهديدات أمنية.
هذه الإجراءات الأمنية المشددة جاءت بعد مخاوف من تكرار سيناريو عام 2014 عندما سيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة في العراق، مما دفع الحكومة العراقية إلى اتخاذ تدابير وقائية لمواجهة أي محاولة تسلل لمقاتلين أو مجموعات إرهابية إلى الداخل العراقي.
تزامنت هذه التطورات مع تصاعد التوترات في سوريا، حيث كانت الفصائل المسلحة قد تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في شمال شرقي سوريا ووسطها، فضلاً عن الجنوب السوري. ومع سقوط دمشق في أيدي هذه الفصائل، فر الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا في الثامن من الشهر الجاري، ما شكل نهاية رسمية لحكمه الذي استمر أكثر من 20 عامًا.