سقط النظام السوري في الثامن من الشهر الجاري، لكن البحث عن رجاله الذين روّعوا السوريين قتلاً وتعذيباً، منذ ثورتهم عليه، في عام 2011، بدأ منذ اللحظة الأولى لفرار بشار الأسد.
ويشار إلى أن أنباء القبض على عدد من رجال النظام السوري السابق بعد سقوط الأسد، يتصدر الصفحات والمنصات الإخبارية. إذ وثّقت فعاليات الثورة السورية، جميع أسماء المتورطين مع جيش الأسد بسفك دماء السوريين.
إذ لم يكن المتورطون، فقط، ضباطاً أو يشغلون مناصب في دولة النظام السابق، بل من الذين لطخوا أيديهم بدماء السوريين، عناصر من الناس العاديين، وأحدهم كان مجرد بائع قهوة، يهيم في الطرقات لبيع بضاعته، إلا أنه انخرط لصالح جيش الأسد، منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة عليه، وعمل قتلا وتدميرا وتعذيبا بالسوريين الثائرين على نظام الأسد.
ومن الجدير بالذكر، أن عددا كبيرا من صفحات وسائل التواصل، حفلت بأسماء الكثيرين من المتورطين بسفك دماء السوريين، لحظة الإعلان عن فرار الأسد إلى ديار حليفته روسيا، ومن بين الذين تم البحث عنهم، أخيراً، بحسب صفحات فيسبوكية، كان المعروف باسم "علي الشلّي" أحد أنصار النظام الذين أَثروا من دماء السوريين.
من بائع قهوة إلى زعيم ميليشيات موالية للأسد
وعلي الشلّي، أو الشلة، تحوّل من بائع قهوة جوّال، يتنقل على دراجة هوائية، إلى واحدٍ من أثرياء بيئة نظام الأسد. ومع اندلاع الثورة السورية، انتقل الرجل، من بائع قهوة، إلى تأسيس ما عُرف باسم لجان شعبية دعمها نظام الأسد، لقتال السوريين المنتفضين عليه، وحقق ثروة طائلة غير مشروعة، بأعمال الخطف والنهب والقتل وسرقة أملاك السوريين.
وبحسب مصادر حقوقية سورية مختلفة، وعلى ما نشرته منصة موالية لنظام الأسد، في عام 2016، فإن علي الشلي، جمع مليار ليرة لحسابه الخاص، في عام 2014. وقال الموقع الموالي للنظام في ذلك الوقت، إن علي الشلي احتفل بملياره الأول منذ سنتين، أي في عام 2014، لأن خبر الموقع الموالي للأسد، نشر عام 2016.
وينحدر علي الشلي من محافظة حماة، ومن منطقة عين الكروم التي كانت من الخزانات البشرية التي ترفد جيش الأسد بالمقاتلين الذين تورطوا بسفك دماء السوريين، طيلة سنوات الثورة. ولم يكن علي الشلي الوحيد بين أفراد عائلته، في دعم دعم جيش الأسد، بل هناك عدد من أفراد عائلته، كانوا ضباطا بجيش النظام، بحسب "مع العدالة" الحقوقي غير الربحي الهادف إلى منع إفلات مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، من العقاب.
ومنذ قيام جيش الأسد، بقمع الثائرين عليه، عام 2011، قام علي الشلي، بالتوقف عن بيع القهوة، ولم يعد يتنقل بدراجة هوائية لتوزيع بضاعته، فأسس ميليشيات صغيرة، من أبناء منطقته، روّعت السوريين في منطقة "الغاب" التابعة لمحافظة حماة، فأصبح يهاجم القرى المعارضة للنظام، ويقتحم البلدات برفقة جيش الأسد.
ويذكر أن الشلي، لم يكن مجرد مقاتل لصالح الأسد، بل أسس لنفسه شبكة إجرامية، تقوم بخطف أفراد من مناطق المعارضة في ريف "حماة" وتتحول بضاعته من تجارة القهوة، على دراجة هوائية، إلى "الاتجار بالمعتقلين" مقابل مبالغ مالية ضخمة. إضافة إلى متاجرته بالسيارات المسروقة التي قتِل أصحابها، بحسب "الوثائق السوداء" الصادر عن "مع العدالة" والذي أكد أن علي الشلي، قام باختطاف الفتيات من ريف حماة الغربي، وأجبرهنّ على العمل في شبكات الدعارة والملاهي في مناطق النظام.