لا حديث في عكار وطرابلس إلا عن مركب الموت وأخباره. فقد أرخى حادث غرق المركب ذاك في المياه قبالة شواطئ مدينة طرطوس بثقله على الأجواء العامة في الشمال. إذ لا تزال عكار وطرابلس تحت تأثير الحدث وهول الصدمة. ففي هذه المصيبة تشاركت مناطق طرابلس وعكار ومخيم نهر البارد بالجراح والآلام واستقبلت جثامين الضحايا كما الناجين أيضاً.
في جديد الملف أمس ما أعلنه الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، عن «العثور على جثث شهداء عائلة علي العكاري الذين تم انتشالهم من البحر في سوريا بسبب غرق الزورق الذي كان يقلهم، وهم الأب والأم وأولادهما الأربعة، على أن يتم تسليم الجثث لعائلتهم في عكار بعد أن يتسلمهم الصليب الأحمر اللبناني من الهلال الأحمر السوري». وخرجت العائلة والمقرّبون باتجاه الحدود اللبنانية - السورية عند معبر العريضة لاستلام رفاتهم، تمهيداً لدفنهم في مسقط رأسهم بلدة وادي الجاموس العكارية. يجدر بالذكر أن علي العكاري وعائلته كانوا في عداد المفقودين وقد قصد ذووهم مستشفى الباسل في طرطوس أكثر من مرة في محاولة للتعرف على جثثهم ولم يتمكّنوا من ذلك. وقد علمت «نداء الوطن» من مصادر بأن جثث السوريين من ركاب مركب الموت، ستبقى في سوريا حتى من هؤلاء السوريين النازحين إلى لبنان على متن المركب وعددهم قليل جداً، وكذلك الناجين، لأن العدد الأكبر من السوريين هو من أولئك الذين أتوا من داخل الأراضي السورية واستقلّوا مركب الموت هذا.
إلى ذلك تناقلت أمس وسائل التواصل الإجتماعي ومجموعات «واتساب» صوراً قالت إن مصدرها الفلسطيني الناجي من غرق المركب جهاد مشلاوي. وأظهرت الصور بالفعل حجم الإكتظاظ البشري الذي كان داخل المركب، حيث تجمّع الشبان والنساء والأطفال فوق بعضهم البعض بطريقة لا تراعي أبسط شروط ومعايير السلامة للعائلات التي وُجدت بداخله، الأمر الذي يعزز فرضية أن يكون المركب بالفعل قد حمل على متنه أكثر من 160 راكباً كما يُرجّح.
ودائماً في مسألة مركب الموت الغارق، وكلما تقدّمت الأيام والساعات تضاءل أمل الأهالي الباقين الذين لم يستلموا جثث أبنائهم ولم يعرفوا مصيرهم بعد من إمكانية ايجادهم، سيما وأن شهوداً عيان يؤكدون أن الجثث مشوّهة بشكل كبير وليس من السهل البتة التعرّف عليها.
مايز عبيد - نداء الوطن