دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الى "الصلاة على نية الكتل النيابية من أجل نجاح مشاوراتها حول شخصية رئيس الجمهورية" الجديد، لافتاً الى أن "أربعة أيّام تفصلنا عن التاسع من هذا الشهر، يوم يلتئم المجلس النيابيّ لإنتخاب رئيس يكسب ثقة المواطنين وثقة الأسرة الدوليّة، ويعمل على المصالحة الوطنيّة، ويوطّد الوحدة الداخليّة، ويزرع الرجاء في القلوب، والسلام في النفوس، ويستمدّ أفكاره ومبادئه من سنة اليوبيل الكبير المقدّس، ومن يوم السلام العالميّ".
وجاء في عظة قداس الأحد في بكركي صباح اليوم: "سنة 2025، تحتفل الكنيسة باليوبيل الكبير، وهو حدث يملأ القلوب بالرجاء. انه سنة النعمة التي تأتي من قلب الفادي، ونوّد الإصغاء الى الصراع اليائس، صراخ الإنسانية المهدّدة. والله لا يتوقف أبداً عن سماعه. ونحن مدعوون الى ان نكون صوتاً لمختلف حالات الاستغلال والظلم، فيجب ان يشعر كل واحد منا انه مسؤول بطريقة أو بأخرى عن الدمار الذي يتعرّض له بيتنا المشترك، وأشير خصوصاً الى عدم المساواة بجميع انواعها، والمعاملة اللاإنسانية حيال مهاجرين، والتدهور البيئي، ورفض أي حوار، والتمويل الهائل للصناعة العسكرية. هذه كلها عوامل تشكّل تهديداً حقيقياً لحياة البشرية جمعاء. إننا مدعوون كلنا، أفراداً وجماعات، الى تحطيم سلاسل الظلم واعلان عدالة الله. ولن تكفي بعض الأعمال الخيرية من حين الى آخر، بل هناك حاجة الى تغييرات ثقافية وهيكلية لتحقيق تغيير دائم".
وأضاف: "أودّ في بداية سنة النعمة أن أقترح ثلاثة أفعال يمكنها أن تعيد الكرامة إلى حياة الشعوب:
الفعل الأوّل
الخفض الكبير، إن لم يكن الإعفاء الكامل، للديون الدوليّة التي تثقل مصير دول كثيرة. على الدول الغنيّة أن تشعر أنّها مدعوّة إلى أن تعمل كلّ ما بوسعها لكي تعفي ديون الدول التي لا تستطيع أن تسدّد ما عليها بالتأكيد.
الفعل الثاني
التزام ثابت لتعزيز احترام كرامة الحياة، البشريّة، من لحظة الحمل حتّى الوفاة الطبيعيّة، حتى يستطيع كلّ شخص أن يحبّ حياته، وينظر إلى المستقبل برجاء، فيطلب التطوّر والسعادة لنفسه ولأبنائه. ودعوة إلى خطوة عمليّة تعزّز ثقافة الحياة، وهي إلغاء عقوبة الإعدام في كلّ الدول. فإنّه اعتداء على حرمة الحياة، ويقضي على كلّ رجاء في المغفرة والتجدّد.
الفعل الثالث
تخصيص على الأقلّ نسبة ثابتة من الأموال التي تنفق على الأسلحة، لإنشاء صندوق عالميّ يقضي على الجوع نهائيّاً، وهو من أجل الأجيال الشابّة في هذا الزمن المليء بالحروب. إنّه يعزّز في أفقر الدول الأنشطة التربويّة والتنمية المستدامة. هذا العمل طلبه قبلي القدّيس البابا بولس السادس، والبابا بندكتوس السادس عشر".