كشف نائب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا محمد مضوي أن أكثر من 17 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
وأشار مضوي، في تصريحات لـ"الشرق"، إلى أن الأولوية الحالية هي تلبية احتياجات نصف مليون سوري عادوا مؤخراً من لبنان، حيث يشكل الدمار الكبير للمنازل أبرز العوائق أمام عودتهم.
وأضافت الأمم المتحدة أن أكثر من 6 ملايين لاجئ سوري في الخارج يحتاجون إلى ظروف مناسبة لضمان عودتهم إلى بلادهم، مع تأكيد أن البنية التحتية في سوريا، خاصة القطاع التعليمي، تعاني من دمار واسع، حيث تضررت أكثر من نصف مدارس البلاد، مما يستدعي إصلاحات عاجلة لإعادة تأهيل القطاع التعليمي.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أوضحت الأمم المتحدة أن العاصمة دمشق تعاني من أزمة كهرباء حادة، حيث لا تتوفر الكهرباء إلا لساعتين يومياً، مؤكدة أنها تعمل على مشاريع لتحسين هذا الوضع.
ولفتت إلى أن إعادة إعمار سوريا تحتاج إلى مليارات الدولارات، إلا أن الموارد المالية المتاحة حالياً شحيحة بشكل كبير، مع وجود فجوة تمويلية هائلة بين الاحتياجات الإنسانية المتزايدة والمبالغ المتوفرة.
ورغم التحديات، أكدت الأمم المتحدة أن برامجها الإنمائية تستفيد منها 4 ملايين شخص سنوياً، مع استمرار الجهود لتوسيع نطاق المساعدات.
تُبرز هذه التصريحات التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا على الصعيدين الإنساني والإنمائي، وتؤكد أهمية تكاتف المجتمع الدولي لتوفير الدعم اللازم للبلاد في هذه المرحلة الحرجة.