بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيّز التنفيذ الأحد، في ما يأتي عشر محطات رئيسية في الحرب التي أشعل فتيلها الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الإسلامية الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على الأراضي الإسرائيلية.
وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها. علما بأن دراسة نشرتها مؤخرا مجلة "ذا لانسيت" الطبية البريطانية خلصت إلى أن الأرقام الفعلية أعلى بنحو 40 بالمئة.
هجوم حماس
فجر السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، اقتحم مئات من مقاتلي حماس جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة وارتكبوا مجازر في مناطق حدودية وفي مهرجان موسيقي.
في ذاك اليوم، اقتيد 251 رهينة إلى غزة، وبعد 15 شهرا، ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.
وتسبّب الهجوم بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على حركة حماس المصنّفة منظّمة إرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
حملة برية
بعد قصف مكثّف ومتواصل على قطاع غزة الذي أُخضع لحصار مطبق، وجّهت إسرائيل في 13 تشرين الأول/أكتوبر تحذيرات لسكان مدينة غزة (شمال) بوجوب الإخلاء والتوجه جنوبا.
في الحرب نزحت الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل.
وفي 27 تشرين الأول/أكتوبر شنّ الجيش الإسرائيلي حملة برية، وما زالت قواته موجودة في القطاع الفلسطيني.
هدنة لمدة أسبوع
في 24 تشرين الثاني/نوفمبر دخلت حيّز التنفيذ هدنة لمدة أسبوع، تم في إطارها الإفراج عن 105 رهائن في مقابل إطلاق سراح 240 معتقلا فلسطينيا كانت تحتجزهم إسرائيل.
أتاحت الهدنة دخول مزيد من قوافل المساعدات الإنسانية من مصر، لكنها بقيت على الرغم من ذلك غير كافية، وفق الأمم المتحدة.
ومع استئناف الأعمال العدائية دخلت دبابات إسرائيلية جنوب غزة في الرابع من كانون الأول/ديسمبر.
قتلى خلال توزيع مساعدات
في 29 شباط/فبراير 2024، قُتل 120 شخصا بنيران إسرائيلية، وفق حماس، خلال توزيع مساعدات إنسانية في مدينة غزة. من جهتها، قالت إسرائيل إن جنودا إسرائيليين "أطلقوا النار على حشود في قطاع غزة اقتربت من شاحنات مساعدات إنسانية بعدما شعروا بتهديد".
في مطلع آذار/مارس بدأت دول عدة بينها الولايات المتحدة إلقاء مساعدات من الجو في غزة التي باتت تواجه خطر المجاعة وفق الأمم المتحدة.
وقُتل سبع من أفراد طواقم منظمة "وورلد سنترال كيتشن" في الأول من نيسان/أبريل في ضربة إسرائيلية في غزة، وقد أقرّ الجيش الاسرائيلي يومها بارتكابه "خطأ كبيرا".
هجوم إيراني على إسرائيل
شنّت إيران الداعمة لحماس في 13 نيسان/أبريل هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية بواسطة صواريخ ومسيّرات، ردّا على ضربة نُسبت إلى إسرائيل، استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/أبريل.
وفي 20 تموز/يوليو قصفت إسرائيل ميناء الحديدة في اليمن، ردا على ضربة صاروخية للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، استهدفت تل أبيب.
اغتيال هنيّة في طهران
تصاعدت حدّة الأعمال العدائية عند الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، حليف طهران. وفي 30 تموز/يوليو قُتل القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
غداة مقتل شكر، اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة في طهران بانفجار، أعلنت إسرائيل بعد أشهر عدة مسؤوليتها عنه.
تصعيد في لبنان
في لبنان، فجّرت إسرائيل أجهزة اتصال (بايجر) وأجهزة اتصالات لاسلكية يستخدمها عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف في 17 و18 أيلول/سبتمبر. وبعد بضعة أيام، قُتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في ضربة جوية إسرائيلية مكثّفة في 27 أيلول/سبتمبر على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي الأول من تشرين الأول/أكتوبر، ردّت إيران على اغتيال هنيّة ونصرالله بإطلاق 200 صاروخ على إسرائيل.
مقتل الزعيم الجديد لحماس
قُتل في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024 الزعيم الجديد لحركة حماس يحيى السنوار الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبّر لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بيد جنود إسرائيليين.
وفي 26 من الشهر نفسه قصفت إسرائيل أهدافا عسكرية في إيران ردا على ضربة الأول من تشرين الأول/اكتوبر.
في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، خلصت لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى أن ممارسات إسرائيل خلال الحرب في غزة "تتّسق مع خصائص الإبادة الجماعية".
في 21 من الشهر نفسه أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحقّ كلّ من نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت والقائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف الذي أعلنت إسرائيل في تموز/يوليو 2024 أنها قتلته في غزة. واستأنفت إسرائيل قرار الجنائية الدولية.
وقف إطلاق النار في لبنان
بعد شهرين على اندلاع حرب مفتوحة في لبنان، دخل اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وتتبادل إسرائيل وحزب الله الاتهامات بانتهاك مفاعيل الاتفاق.
وفق وزارة الصحة اللبنانية، قُتل أكثر من أربعة آلاف شخص في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، شنّت إسرائيل ضربات كبرى في سوريا على مخازن عسكرية تجنّبا لوقوعها في يد السلطات الجديدة، وعزّزت انتشارها في الشطر الذي تحتله من هضبة الجولان.
في موازاة ذلك، تزايدت الهجمات بين إسرائيل والمتمرّدين الحوثيين في اليمن.
هدنة جديدة في غزة
بعد جهود دبلوماسية مكثّفة بُذلت في الدوحة، أعلنت قطر والولايات المتحدة في 15 كانون الثاني/يناير التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يتيح الإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
في 19 كانون الثاني/يناير دخلت الهدنة في غزة حيّز التنفيذ.
خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والتي ستستمر 42 يوما، من المقرر أن تفرج الفصائل الفلسطينية عن 33 رهينة، بدءا بثلاث نساء. في المقابل قالت إسرائيل إنها ستطلق سراح 1904 معتقلين فلسطينيين.
خلال هذه المرحلة يفترض أن تجرى مفاوضات ترمي إلى وضع حد نهائي للحرب.