ليبيا

"سفاح أم فاضل".. طرابلس تحتفل بآمر شرطة اعتقل في إيطاليا

بعد يومين من توقيفه، أفرجت السلطات الأمنية الإيطالية عن آمر جهاز الشرطة القضائية في ليبيا ومدير سجن معيتيقة في العاصمة طرابلس أسامة نجيم، الذي تلاحقه اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وتعذيب المهاجرين والسجناء.

فيما عمت الاحتفالات طرابلس مساء أمس الثلاثاء، بإطلاق نجيم، وانتشرت مشاهد ومقاطع فيديو استقباله فور وصوله العاصمة، حيث تجمّع عدد كبير من الناس مهلّلين بعودته. وشوهد محمولا فوق الأعناق، كما أطلقت الألعاب النارية في الهواء احتفاء بإخلاء سبيله.

جدل واسع

وكان خبر اعتقاله أثار، تفاعلا وجدلا واسعا في ليبيا. إذ كتب الساعدي القذافي نجل الزعيم الراحل معمر القذافي وأحد المعتقلين السابقين في سجن معيتيقة، تدوينة على حسابه بمنصة "إكس"، قال فيها ″أسامة نجيم أخ فاضل ورجل كريم، عاملني معاملة طيبة عندما كنت في سجن قوة الردع، أتمنى أن يعود سالما في أقرب وقت.″

في المقابل، اعتبر الحقوقي والناشط بمؤسسات المجتمع المدني منصور عاطي، أن القبض على نجيم، الذي وصفه بـ"سفّاح" سجن معيتيقة سابقا "بداية المحاسبة على استرخاص الإنسان وإهانته وسلب حريته وروحه".

كما أضاف "بلادنا يا سادة ما هي إلاّ سوق للقمع والانتهاكات بسبب سياسة الإفلات من العقاب التي يتبعها الجناة وقادتهم المجرمون في غرب وشرق وجنوب البلاد، الذين تلاحقهم لعنات المظلومين أينما حلّوا وارتحلوا، صرخات الضحايا في سجون الردع وقرنادة والعسّة لن تفارق آذانهم وهم يتعرضون للملاحقة والمحاسبة الدولية أو يصبحون سجناء داخل ليبيا لا يقدرون على الخروج منها حتى يحاسبهم الشعب يوما ما، مثلما حدث مع من كان قبلهم. فالحقوق لا تسقط بالتقادم".

بدورها، رأت منظمة "رصد الجرائم في ليبيا"، أن اعتقاله يعتبر "تطوّرا مهمّا في مسار محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات"، داعية السلطات الإيطالية إلى تقديمه للعدالة الدولية وعدم تسليمه للسلطات الليبية.

مذكرة من الجنائية الدولية

أتى ذلك، بعدما أوقف نجيم الأحد الماضي في مدينة تورينو الإيطالية، بناء على مذكرة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، لاتهامات تلاحقه بتعذيب وسوء معاملة المهاجرين والمعتقلين في سجن معيتيقة، تم توثيقها على لسان ناجين من المهاجرين وعن طريق شكاوى ضحاياه وإفاداتهم.

لاسيما أن الرجل يعد واحدا من أبرز قادة المليشيات المسلحة في الغرب الليبي، وهو آمر مؤسسة الإصلاح والتأهيل التي تدير سجن معيتيقة، لكنه غير معروف لدى الجمهور الليبي بشكل واسع.

خفايا معتقل معيتيقة

إنما سجلّه القضائي حافل ومعلوم من قبل منظمات حقوق الإنسان، إذ تردد اسمه كثيرا في اعترافات سجناء سابقين كشفوا خفايا معتقل معيتيقة، وأكدّوا تعرّضهم للضرب الفظيع والاعتداء والتعذيب الجسدي والنفسي والتنكيل، والحرمان من أبسط مقومات العيش.

علماً أن نجيم لا يملك مؤهلّا علميا يمكنه من إدارة أحد أبرز سجون طرابلس، حيث كان يعمل قبل الثورة سائق سيارة ثم اندمج في اللجنة الأمنية ومنها إلى مليشيا "قوّة الردع"، التي تدرّج فيها إلى أن حصل على منصب قيادي.

هذا ويعرف سجن معيتيقة، بسمعته السيئة في الداخل والخارج، نظرا لحالات التعذيب والانتهاكات التي وثقتها المنظمات الدولية الراعية لحقوق الإنسان. وتسيطر عليه قوّة الردع التابعة لوزارة الداخلية التي يقودها عبد الرؤوف كاره.

في حين لا يعرف عدد المعتقلين داخله.

يقرأون الآن