في تطور جديد بالعلاقات بين البلدين، وفي رابع لقاء قمة خلال عام واحد، وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود على الإعلان السياسي المشترك لترفيع العلاقات بين مصر والصومال إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
جاء ذلك خلال لقاء ومباحثات موسعة بين الرئيسين في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الخميس، حيث يقوم الرئيس الصومالي بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية، حيث ضمت المباحثات الموسعة وفدي البلدين، كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين.
وتباحث السيسي وشيخ محمود حول عدد من التطورات الإقليمية، على رأسها الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، حيث توافق الرئيسان على ضرورة تكثيف الجهود للحفاظ على السلم والأمن في تلك المنطقة الحيوية.
وقال الرئيس المصري في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إنه تم الاتفاق على ما مثلته "قمة أسمرة" بين مصر والصومال وإريتريا، التي عقدت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، من نقلة نوعية في العلاقات والتنسيق بين البلدان الثلاثة، كما تم الاتفاق أيضا على أهمية عقد قمة ثلاثية ثانية لتعزيز هذه الشراكة.
تطورات في العلاقات العسكرية بين البلدين
وفيما يخص المجال العسكري، توافق الرئيسان على مواصلة العمل المشترك تفعيلا لبروتوكول التعاون العسكري الموقع بين البلدين بالقاهرة في آب/ أغسطس 2024 بهدف تدعيم قدرات الدولة الصومالية ومؤسساتها الوطنية لحفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
وقال الرئيس المصري إنه تمت مناقشة مسألة مشاركة القوات المصرية في بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة في الصومال، مؤكدا أنها تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، ولا تهدف إلى تهديد أي دولة.
وأضاف السيسي: "مشاركتنا إيجابية، وعلى مدار أكثر من 30 عاما ونحن نتألم لما يحدث في الصومال، ومشاركتنا تهدف في الأساس للتضامن مع الأشقاء في الصومال".
كما أكد الرئيس المصري أن أمن واستقرار الصومال جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
جدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد أعلن الشهر الماضي عن اتفاق وصفه بـ"التاريخي" لإنهاء التوترات بين الصومال وإثيوبيا برعاية تركية، ما اعتبره بعض المحللين خطوة لهدم التطورات الكبيرة التي شهدتها العلاقات المصرية الصومالية على مدار العام الماضي في مقابل التهديدات الإثيوبية لأمن الصومال والقرن الإفريقي.